استضاف، الفن الرابع في ثالث أيام المهرجان الوطني للمسرح المحترف، الإبداع الأدبي وفتح المجال أمام الكلمة التي زينت فضاء الأدب، فكرم هذا الأخير في أمسية حالمة الراحل حميد سكيف، وكان لسان المسرح الذي يحتفي بخمسينية الاستقلال ليطفو نص الثورة إلى سطح المناقشة ويقرأ تاريخ الجزائر بعيون جيل الاستقلال. نشط الجلسة الأدبية كل من الخير شوار، عبد الوهاب بن منصور، محمد بن زيان وحميد عبد القادر، تداول الحضور خلالها على قراءة بعض النصوص الروائية مستعرضين جانبا من مسيرتهم الأدبية واستعادوا بذلك لحظات ولوجهم فن الكتابة، في عطاء متنوع أبت فيه أناملهم فك قبضتها على أقلام الإبداع لأنها أطبقت على هاجس الكتابة الذي سكن ذواتهم. ولأن المسرح يتقاسم فرحة النصر والاستقلال مع الجزائريين، كان لمقال الثورة مقام بين المبدعين الذين تقاسموا متعة الحديث عن تجسيد الثورة في النصوص الروائية مقارنين بين جيل الأمس ممن خصصوا هامشا كبيرا للثورة في نصوصهم أمثال ”الطاهر وطار” الذي يعترف بإسهاماته الكثير، ويشكك في ذلك بعض الكتاب الشباب أمثال ”حميد عبد القادر” الذي انتقد حضور الثورة في إبداع الراحل وقال: ”الطاهر وطار لم يكتب نص الثورة لكنه قرأ الثورة من زوايا إيديولوجية” مشيرا إلى أن، عمي الطاهر، أحدث شرخا كبيرا في الكتابة عن الثورة لأنه قدم خدمة خاصة لإيديولوجية معينة بَدَل خدمة الثورة، وهو الطرح الذي لم يستسغه البعض ممن دافعوا على إبداعاته وأبوا إلا أن يشعلوا شموع العرفان والتقدير لأسماء أدبية جزائرية كانت ولا تزال شامخة شموخ إبداعاتها أمثال عمي الطاهر، محمد ديب، ابن عربي والطاهر جاووت، لكن الحضور أجمع على أن الثورة بحاجة إلى نصوص حقيقية ترد لها الاعتبار وتجسد التعاون من أجل إعطاء دفع جديد لعجلة الإبداع الفني بكل أشكاله خاصة الكتابة المسرحية، وبات من الضروري لم ربط حلقات التبادل على جميع المستويات.