انتقد زعيم حمس، بوڤرة سلطاني برنامج حكومة سلال، وقال عنه إنه بعيد عن برنامج الرئيس، وكأنه برنامج حكومة تصريف أعمال، وأنه استنساخ لبرنامج 2009 مع إضفاء بعض عمليات التجميل. أما كون حكومة سلال حكومة تصريف أعمال أو ما يسمى بعبارة أخرى حكومة مرحلة انتقالية، فهذا لا تخفيه السلطات الجزائرية حتى وإن لم تقل ذلك بصريح العبارة. فمجرد تعيين سلال رئيسا للحكومة وهو الذي ليس له انتماء حزبي، ويعرّف بالتقنوقراطي، دليل على أن دوائر القرار دخلت في مرحلة ما قبل الرئاسيات المقبلة، بإبعاد كل من زعيمي حزبي الأغلبية البرلمانية من الحكم، تحضيرا للرئاسيات المقبلة حتى لا يستفيد أي منهما من منصبه إن قررا الترشح، هذا إذا نجح بلخادم في صراعه مع اللجنة المركزية للحزب في البقاء على رأس الأفالان، وإن كان في الحقيقة لا الأفالان، ولا غير الأفالان من يصنع الرؤساء في الجمهورية الجزائرية. لكن ما دام برنامج حكومة سلال نسخة معدلة من برنامج 2009، فلماذا انتقادها إذن من قبل حزب كان شريكا في التحالف وبصم بالعشرة لصالح هذا البرنامج ولرئيسه، وشارك بوزراء في التشكيلة الحكومية؟! أم أنه الانتقاد لمجرد الانتقاد، لأن الرجل لم يجد له منفذا للاسترزاق من المشاركة في التشكيلة الحكومية وهو الذي "ركب رأسه"، على حد قول المثل، واستقبل الأحداث وسارع لمعاداة السلطة التي كان جزءا منها، ظنا منه أن رياح "الربيع العربي" قد تدفع به إلى سدة الحكم، وهذا قبل أن تتحول هذه الرياح إلى أمواج عاتية في البلدان التي شهدتها. بوڤرة ينتقد من باب مقولة "مضغان العلك ولا لبطالة" الشعبية، لأنه لم يجد بعدما قطع حبال المودة بينه وبين السلطة التي احتضنته وحركته طوال السنوات، ما يلوكه، فبدأ ينتقد برنامج حكومة سلال الذي اعترف هو نفسه أنه برنامج رئيس الجمهورية، البرنامج الذي صادق عليه أبو جرة في الحكومة، وفي البرلمان. أم أن الرجل متخوف من نبرة سلال الذي بدأ الحديث بشيء من الجدية عن محاربة الفساد، وهو نفس الوعد الذي قطعه قبله محمد شرفي، وزير العدل وحافظ الأختام، العائد بقوة إلى وزارة العدل عندما ذرف الدموع مؤخرا عندما كان ينصب المجلس الأعلى للدولة، وهو يتحدث عن الفساد الذي نخر جسد الدولة؟! فليس من مصلحة بوڤرة ولا من مصلحة حزبه، مثلما ليس من مصلحة غريمه في الأفالان والكثير من الأسماء السياسية فتح ملف الفساد بجدية، لأن التيار سيجرفهم وعائلاتهم وسيقضي على مستقبلهم، لا أقول السياسي، بل في تحقيق المزيد من النهب والسلب الذي جعلوه مرادفا لأسلوب الحكم في الجزائر الغنية بثرواتها والفقير شعبها؟!