استنكر مجلس الوزراء الفلسطيني بشدة اقتحام باحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المواطنين واعتقال أربعة صحفيين ومصور تلفزيوني، وكذا الاعتداء على دير ”جبل الزيتون” في القدس وخط شعارات عنصرية ومعادية للسيد المسيح عليه السلام. وأدان المجلس خلال اجتماع عقده أمس الأربعاء، استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته، آخرها قيام مستوطنين بنصب بيوت متنقلة على أراضي المواطنين في بلدة الخضر في بيت لحم واعتدائهم على المواطنين، أثناء عملهم في أرضهم ببلدة ”مخماس” برام الله وقريتي ”يانون” و”عينبوس” في نابلس. وجدد المجلس دعوته للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية لإنهاء الاحتلال، ووقف معاناة الفلسطينيين وتمكينهم من نيل حقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967. واستنكر بشدة تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، العدوانية واعتبرها تحريضا سافرا ضد الشعب وسلطته الوطنية.. داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح من هذه التصريحات والعمل بما يمليه القانون الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. من ناحيتها، اعتبرت حركة المقاومة الفلسطينية ”حماس” أن إسرائيل تنتهج خططا عنصرية، لفرض سيادة يهودية على المسجد الأقصى ومدينة القدس، مستغلة في ذلك تواطؤ السلطة الفلسطينية والضعف العربي والإسلامي. وقال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، للصحفيين في غزة، إن الأجواء التي تخيم على الأراضي الفلسطينية بعد اقتحام المسجد الأقصى، تنذر باندلاع انتفاضة ثالثة. أضاف المتحدث أن ”هذه الأحداث شبيهة بالأجواء التي سبقت انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر 2000”. واعتبر برهوم أن مثل هذه الانتفاضة الجديدة ”ستندلع في وجه الاحتلال للدفاع عن المقدسات الإسلامية وحمايتها”. وفي مصر، أدانت مشيخة الأزهر اقتحام الأقصى، منددة باقتحام منظمة ”منهيجوت يهوديت” المتطرفة، وهي جناح من حزب الليكود الحاكم، المسجد الأقصى بشكلٍ جماعي بمناسبة ما يُسمَّى عيد العرش اليهودي في ظل حماية من الشرطة الصهيونية.وحذر الأزهر من تَبِعات هذا العمل الإجرامي الذي يُؤجِّجُ نار الفتنة ويُنذر بحرب في المنطقة، لافتاً إلى تَصاعد هذه الانتهاكات والمخططات العدوانية التي تستهدف الأقصى المبارك، وتستفزُّ مشاعر 1.5 مليار مسلم في العالم. وعلى صعيد آخر، قال تقرير صحافي إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لم تعد تعتبر شمال شبه جزيرة سيناء ساحة خلفية للفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، وتقدر أن الهجمات ضد أهداف إسرائيلية خلال العامين الماضيين نفذتهما شبكة جهادية مصرية متطرفة. ونقلت صحيفة ”هآرتس” أمس الأربعاء، عن مصادر بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، قولها إن هذه الأجهزة توقفت عن النظر إلى سيناء على أنها ”ساحة خلفية” للفصائل في غزة وإنما كساحة لأنشطة الشبكة الجهادية المصرية. وأضافت الصحيفة أن مصر وإسرائيل مستمرتان في إجراء تنسيق أمني ”معين” بينهما، وأن مصر تنشط ضد المتطرفين في سيناء لكن ”نتائج هذا الجهد محدود جدا”.