وضعت الجماعات المسلحة، التي تسيطر على شمال مالي، مخططا لاختطاف مزيد من الرهائن من دول الميدان الإفريقية، لاستخدامهم كوسائل ضغط على حكوماتهم في الحرب المرتقبة بشمال مالي قبل نهاية العام الجاري. كشفت تقارير إعلامية أمس، نقلا عن تسريبات من الجماعات المتطرفة التي استولت على شمال مالي عقب الإطاحة بالنظام الدستوري في البلاد، زهاء 6 أشهر، أن الجماعات المسلحة وعلى رأسها تنظيم التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا تحضر لعمليات اختطاف واسعة تستهدف مالي وبقية دول الميدان الأخرى وعلى رأسها الجزائر. وتهدف التنظيمات المسلحة من خلال عمليات اختطاف رهائن من مالي والجزائر والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو، بالإضافة إلى تشاد وساحل العاجل ونيجيريا والسينغال، لاستخدامهم كأوراق ضغط ضد حكوماتهم، لثنيها عن المشاركة في التدخل العسكري المرتقب بشمال مالي قبل نهاية العام الجاري، حسب تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أول أمس. وذكرت ذات المصادر أن اختطاف ثلاثة من عمال منظمة خيرية قبل نحو عشرة أيام، أحدهما تشادي والآخران نيجيريان يدخل ضمن هذا المخطط، كاشفة عن المزيد من العمليات مستقبلا مع اقتراب موعد التدخل العسكري. ولم تتحدث ذات المصادر عن مخطط لاختطاف رهائن أوروبيين أو فرنسيين، لاسيما وأن فرنسا تعتبر بمثابة عرابة للتدخل العسكري في شمال مالي. لكن يرى متابعون للملف أن ”موقف فرنسا المتمسكة بالحل العسكري في المنطقة، رغم تهديدات القاعدة بإعدام رهائنها، جعلها توجه النظر إلى دول الميدان، ما يؤكد أن ورقة اختطاف الرهائن أصبحت بمثابة خيار وقائي تشهره التنظيمات الجهادية لكبح جماح التدخل الأجنبي في مالي”. يذكر أن جماعة الجهاد والتوحيد التي تخطط لاختطاف مزيد من الرهائن، رفقة جماعات مسلحة لا تزال تحتفظ برهائن دبلوماسيين جزائريين اختطفتهم الحركة من مدينة غاو بعد الهجوم الذي استهدف القنصلية الجزائرية هناك، وبعد مساع حثيثة أطلق التنظيم المسلح سراح ثلاثة رهائن قبل أن يعلن عن إعدام نائب القنصل الجزائري طاهر توات.