أحكم الجيش الليبي سيطرته على مداخل مدينة بني وليد (حوالي 180 كيلومترا جنوب شرق طرابلس) ومخارجها، وأعلن مصدر عسكري انتهاء العمليات العسكرية داخل المدينة التي توصف بأنها أحد آخر معاقل نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وذلك بعد عام من الإعلان عن ”تحرير” ليبيا بالكامل. وقال مصدر عسكري إن الجيش بصدد إقامة نقاط تفتيش لتسهيل عودة أهالي المدينة إليها، مشيرا إلى أنه لم يُسمح بعودة النازحين على الفور ”خوفا من تسلل بعض المطلوبين وتهريب السلاح إلى المدينة”، على حد قوله. وشدد المصدر على أن عودة النازحين ستكون قريبة وبطريقة منظمة بعد توفير الخدمات الأساسية، حيث تشهد المدينة انقطاعا في المياه والتيار الكهربائي بسبب العمليات العسكرية. وتعليقا على الوضع في المدينة، قال نزار كنعان، عضو لجنة الشؤون الداخلية في المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، إن بني وليد منطقة منكوبة ”نتيجة العمليات العسكرية والأعمال التخريبية”، وأكد أن المطلوب على وجه السرعة هو مساعدة كاملة ومبادرات حقيقية من جانب الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني. ودعا كنعان لمحاسبة ”كل من تجاوز وكتب عبارات جهوية وقبلية على الجدران”، مشيرا إلى ضرورة إعادة تأهيل بني وليد من خلال تشكيل لجنة طوارئ وحصر المشاكل وتعيين لجان للتعويضات، حتى تعود الحياة لطبيعتها. وقد تجمعت عشرات العائلات من سكان مدينة بني وليد جنوب شرقي ليبيا خارج المدينة، بعد أن رفض الجيش الليبي دخول هذه العائلات، باعتبار أن المدينة ما زالت غير آمنة. ودارت اشتباكات متقطعة تدور داخل المدينة أثناء عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش بحثا عن مطلوبين. في المقابل أكد المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي أن بعض النازحين من مدينة بني وليد بدأوا بالفعل، الخميس، في العودة إليها. وتحدث علي الشيخي، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية، عن خطة لعودة كل أهل المدينة مستقبلا. وقال إن الصليب الأحمر دخل بني وليد أكثر من مرة ”ولم يتكلم عن أي انتهاكات، وكذلك الحال مع منظمات دولية أخرى، ومع هذا لم يتكلم أحد عن الانتهاكات، ولكن إذا وجدت سنحقق فيها”. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت عجزها عن تحديد أعداد النازحين من بني وليد، جراء أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها المدينة التي كانت موالية للعقيد الراحل معمر القذافي.