أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف عن قلقها البالغ إزاء آثار النزاع المسلح والعنف على المدنيين والرعايا الأجانب في مدينة (بني وليد) الليبية. و أكدت اللجنة في بيان لها اليوم الأربعاء أن "النازحين من (بني وليد) في حاجة ماسة وعاجلة إلى الغذاء والماء محذرة من أن النظافة أصبحت تمثل مصدر قلق خاص للجنة الدولية بالنسبة لصحة هؤلاء الفارين لاسيما أن معظمهم من النساء والأطفال". و أشارت اللجنة إلى أنه "تم نقل نحو 60 عاملا أجنبيا إلى مدينة (ترهونة) حيث يقيم الصليب الأحمر بها قاعدة مؤقتة لتقديم المساعدات الإنسانية منذ أمس الأول وذلك بالاشتراك مع الهلال الأحمر الليبي في توزيع المساعدات على الآلاف ممن فروا من (بني وليد) بسبب القتال خلال الأيام الماضية". و أضافت أن "نحو 17 ألف طن من الإمدادات الغذائية الأساسية قد غادرت العاصمة طرابلس مساء أمس الثلاثاء من أجل توزيعها على النازحين في (أوربان) و(وادي منصور) و (تميسلا) وغيرها من المناطق بالقرب من (بني وليد) ". و طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف كافة بالعمل على "احترام حياة الأشخاص وحماية الجرحى وموظفي الخدمات الطبية وسيارات الإسعاف ومساعدة هذة الطواقم لتتمكن من القيام بعملها الإنساني دون عوائق". كما طالب رئيس بعثة الصليب الأحمر في ليبيا إشفاق محمد خان "بضمان الوصول الآمن إلى المدينة من أجل مساعدة المصابين بها خاصة وأن اللجنة الدولية تتلقى نداءات متعددة من المصابين لإخلائهم منها مؤكدا أنها على اتصال دائم بكافة الجهات المعنية في ليبيا". و للتذكير فإن قوات تابعة للجيش الليبي كانت قد بدأت قبل عدة أيام عملية عسكرية في مدينة (بني وليد) تنفيذا لقرار صادر عن المؤتمر الوطني العام أوكل بموجبه لوزارتي الدفاع والداخلية مهمة التدخل في هذه المدينة من أجل إطلاق سراح عدد من المختطفين وتسلم مطلوبين للعدالة الليبية. وقد خلفت المعارك التي دارت بين قوات الجيش الليبي و"جماعات مسلحة خارجة عن الشرعية" العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين كما تسببت في نزوح آلالاف الأسر من المنطقة.