تمكّن الجيش الليبي أمس الأربعاء من فرض سيطرته الكاملة على مدينة بني وليد التي يحاصرها منذ أسابيع، وأشار إلى أنه اعتقل العديد من المقاتلين وحرّر مخطوفين، في وقت تعمل فيه لجان الصليب الأحمر والهلال الأحمر على توزيع مساعدات على آلاف النازحين. وذكر مصدر أمني في وقت سابق أن قوات درع ليبيا الموالية لوزارة الدفاع تمكّنت من دخول مدينة بني وليد. وقال النّاطق الرّسمي باسم قوة المحور الرّابع التابع للجيش محمد القندوز لوكالة الأنباء الليبية إن الوضع في مدينة بني وليد تحت السيطرة الكاملة، وإن قوات الجيش دخلت من الجهة الشمالية وهي تسيطر الآن على وسط المدينة، وأشار إلى أن قوات الجيش اعتقلت العديد ممّن سماهم (الخارجين عن القانون) الذين كانوا يقاومون الجيش الليبي، وأن بعضهم من جنسيات إفريقية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من (الفارّين من العدالة). وأوضح القندوز أن الاشتباكات في بني وليد -المعقل السابق للعقيد الرّاحل معمر القذافي الذي حلّ الذّكرى الأولى لسقوط نظامه- أسفرت عن أكثر من 60 جريحا، منهم ثمانية إصابتهم خطيرة. يُشار إلى أن الجيش الليبي كان يفرض حصارا على المدينة منذ أسابيع بتخويل من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الذي خول وزارتي الداخلية والدفاع مهمّة القبض على مطلوبين للعدالة، لا سيّما أولئك الذين كانوا مسؤولين عن اختطاف الثائر عمران شعبان الذي قضى في فرنسا متأثّرا بما تعرّض له من تعذيب عقب خطفه لمدّة شهرين. ويقال إن الثائر شعبان المقاتل هو الذي عثر على القذافي مختبئا داخل أنبوب للصرف خارج سرت في 20 أكتوبر 2011. وكانت جهود الوساطات التي قام بها وجهاء قبليون، خاصّة من المناطق الشرقية، قد فشلت في وقف الاقتتال وتسوية قضية المطلوبين. من جهة أخرى، وافق حزب (العدالة والبناء)، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، على الانضمام إلى الحكومة الجديدة التي يشكّلها علي زيدان. وقال مصطفى المانع، رئيس الهيئة العليا للحزب، إن المرحلة الرّاهنة في البلاد (حسّاسة وبالغة الخطورة ولا تحتمل التجاذبات السياسية)، داعيًا إلى أن يكون (الوفاق الوطني هو عنوان المرحلة). وحول أداء كتلة (العدالة والبناء) داخل المؤتمر الوطني (البرلمان المؤقّت) قال إن حداثة التجربة قد تكون أفرزت (بعض اللغط فى أداء الكتلة)، مضيفًا (لكننا نسعى جاهدين إلى تطوير أداء الكتلة، حيث تمّت المصادقة على اللاّئحة الداخلية التي تنظم عمل الكتلة داخل المؤتمر).