قام، عشية عيد الأضحى المبارك، قائد أركان القوات البرية بمعية قائد العمليات المتقدمة بزيارة مفاجئة وغير مبرمجة إلى ولايتي خنشلةوتبسة، وقد كان في استقبالهما قائد القطاع العسكري وقائد العمليات والسلطات الأمنية في الولايتين، وقد زار المسؤول العسكري السامي رفقة إطارات الجيش والأمن عددا من وحدات الجيش خاصة تلك المكلفة بمحاربة الجماعات الإرهابية وملاحقة فلولها. وحسب مصادر عسكرية وأمنية محلية متطابقة ل”الفجر”، فإن قائد أركان القوات البرية في الجيش الجزائري قد عاين عدة ثكنات عسكرية في طور الإنجاز على مستوى ولاية تبسة، على غرار مدرسة خاصة بالدرك الوطني بمنطقة عين زروق وعدد من الثكنات العسكرية بالماء الأبيض، المنطقة التي كثيرًا ما شهدت عدة أعمال إرهابية. وفي ختام زيارته الميدانية هذه إلى ولاية تبسة، عقد قائد أركان القوات البرية اجتماعا مغلقا مع القيادات الأمنية المشتركة الممثلة لولاية تبسة بمقر ثكنة القوات الخاصة بعين زروق والتي حثها على بذل المزيد من الجهود من أجل محاربة بقايا الإرهاب، استكمالاً للحملة العسكرية الضخمة التي تم الشروع فيها منذ عدة أسابيع تحت اسم “الفتح المبين” والتي سبق ل”الفجر” أن تطرقت إليها في أعدادها السابقة بالتفصيل. وحسب مصدر عسكري مطلع ل”الفجر”، فإن زيارة قائد أركان القوات البرية تأتي بعد أن حققت قوات الجيش الشعبي الوطني انتصارات كبيرة تكللت بتدمير أزيد من 20 مخبأً سريا من مخابئ الإرهابيين وتضييق الخناق ومحاصرة حوالي 100 إرهابي منتشرين عبر جبال الماء الأبيض وأم الكماكم وبودخان، كما تم استرجاع عدد معتبر من الأسلحة والذخيرة الحية كانت بحوزة الجماعات الإرهابية والقضاء على 6 إرهابيين أحدهم من جنسية ليبية يدعى “أبو ليث المصراتي”. وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن الإرهابي الليبي كان مكلفا بتهريب الأسلحة الليبية نحو الجزائر، وقد باشرت المصالح الأمنية المختصة بولايتي خنشلةوتبسة فور القضاء على هذا الإرهابي الليبي تحقيقات وتحريات مكثفة تفيد بتورط جماعات إرهابية تنشط عبر ولايات خنشلة، تبسة والوادي في تهريب أسلحة ليبية من بينها صواريخ من نوع “ستريلا 2” المعروفة سابقًا باسم “سام 7” وهو صاروخ دفاع جوي محمول على الكتف روسي الصنع، ويبلغ مداه 3700 متر بارتفاع يصل إلى 1500 متر، ما يجعله شديد الخطورة في حال وصوله إلى أيدي الإرهابيين. وتقدر مصادر عسكرية أجنبية أن لدى النظام الليبي كمية كبيرة ولكنها غير محددة بدقة من هذا الصاروخ. وما زاد من صحة هذه الأنباء هي تلك الاعترافات المثيرة والخطيرة التي أدلى بها أمير إحدى الجماعات الإرهابية والمدعو “هيشور” والذي كان ينشط منذ عدة سنوات بجبال تبسة وحتى الحدود التونسية والليبية مؤخرًا لمصالح أمن ولاية تبسة، حيث أقر بتهريب قطع من الأسلحة الليبية لدعم الجماعات الإرهابية في الجزائر من بينها صواريخ خطيرة من نوع “ستريلا 2” كما اعترف بحيازته لقوائم مطلوبين لدى الجماعات الإرهابية. من جهة أخرى، تعمل لجنة رفيعة المستوى متكونة من خبراء وأمن عسكريين من مستوى عال شكلت منذ حوالي سنة من طرف هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي، وبطلب من القائد العام للقوات المسلحة، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تضم مسؤولين من أجهزة الأمن والاستعلامات وخبراء في مكافحة الإرهاب والتسلح، على تقدير حجم الأسلحة المهربة من ليبيا والتي ستباع في السوق السوداء لإرهابيين وتجار سلاح ومهربين في منطقة الساحل ومن بينها الجزائر.