“غلق الحدود البرية إجراء وقائي مؤقت تفهمته السلطات الليبية” تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد الخريطة الجديدة التي اعتمدتها شبكات تهريب الأسلحة والذخيرة وحتى الصواريخ وراجماتها إلى تنظيم ما “يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بعد الأزمة الليبية، وتعرفت على المسالك التي خلقتها مافيا الساحل ومخابئ الأسلحة التي تم تخزينها بعد تهريبها من مستودعات القذافي. حسب مصادر أمنية فقد تم اكتشاف مسالك شبكات المافيا التي تستغلها لتهريب الأسلحة نحو أتباع الأعور وعثرت على الخريطة التي يتبعها هؤلاء لارتكاب جريمتهم حيث تتمثل في ثلاثة مسالك؛ الأول ينطلق من الحدود المغربية الجزائرية باتجاه الحدود الليبية الجزائرية مرورا بمنطقة “عرق شاش” ثم صحراء “عين صالح” وكذا انطلاقا من العرق الشرقي الكبير وولاية ورقلة ثم قرية “أمقيد” و”رق لغزال” وضواحي “واد سيرونت” وغرب الثكنة العسكرية “بسيرونت” و”وزاد تافساست” وأخيرا جنوب الثكنة العسكرية “بمغباو”. ويتخذ مهربو الأسلحة، حسب الخريطة التي تحصلت عليها قوات الجيش الوطني أيضا جهتين، فإما الجهة التي تبدأ من “عرق اهاران” ثم الاختباء وإخفاء الأسلحة بالمسالك الوعرة الواقعة جنوب شرق مدينة جانت إلى غاية إيصالها إلى منطقة “أبالو“ الليبية، أو عبر وادي “منخور” ثم وادي “البركت” و”تيهي ناي” باتجاه ليبيا مباشرة. أما المسلك الثالث فهو يمتد إلى كامل الشريط الحدودي “الحدود الجزائرية مع كل من دولة المغرب وموريتانيا والصحراء الغربية ومالي” بالإضافة إلى بعض المناطق التي تتوقف عندها القافلة لتتزود بالغذاء والبنزين والماء مثل منطقة تيزواتين بتمنراست وصحراء “عين قزام” ومنطقة “أسلان” ووادي “كيليان” بمدينة جانت ثم تواصل شبكات المافيا الطريق باتجاه الشريط الحدودي السوداني التشادي وبعد دخول التراب السوداني يتم تسليم الأسلحة إلى شبكة أخرى من السودان الذين ينقلونها إلى الحدود المصرية عبر دول المشرق الأوسط والخليج العربي. وحسب ذات المصادر فإن المهربين يتخذون من مسلك “سطفت” اللبيي ثم وادي البيرج مرورا بمنطقتي “إن أزوا” الحدودية ومنطقة تيريرين” التابعة لولاية تمنراست ومن هنا يتم تمرير السلاح باتجاه دول الجوار (مالي والنيجر). أما شحنات الأسلحة الرشاشة بما فيها الثقيلة من صواريخ وقنابل والتي كانت موجهة للجماعات الإرهابية النشطة في الشمال، فقد تم إخفاؤها بأماكن ونقاط غير خاضعة للتغطية الأمنية بالصحراء وذلك إلى حين هدوء الأوضاع بالمنطقة التي تعرف حاليا تمشيطا واسعا من طرف عناصر الجيش، وتتمثل تلك النقاط حسب ما علمته الأجهزة الأمنية في سلسلة جبال “امللو” التي تقع على الشريط الحدودي الجزائري النيجيري بالإضافة إلى إخفائها بمنطقة أقهاران الواقعة على بعد 60 كلم غرب مدينة جانت ومعها منطقة “منخور” التي تقع جنوب مدينة جانت. عادل. ش
مصدر من وزارة الخارجية ل “الفجر” “غلق الحدود البرية إجراء وقائي مؤقت تفهمته السلطات الليبية” أكد مصدر مطلع من وزارة الشؤون الخارجية في تصريح ل”الفجر”، أن قرار غلق الحدود البرية مع ليبيا إجراء وقائي مؤقت، مضيفا أن الظروف الأمنية دفعت بالجزائر لاتخاذ مثل هذا القرار الذي تفهمته السلطات الليبية، حسب نفس المصدر. أكدت مصادر “الفجر” بوزارة الشؤون الخارجية صحة المعلومات المتداولة بشأن قرار الجزائر القاضي بإغلاق الحدود البرية مع ليبيا في منطقة الدبداب الحدودية بولاية اليزي، وذلك كإجراء أمني وقائي تفهمته السلطات الليبية، حسب نفس المصدر. وجاء قرار الجزائر بغلق الحدود بصفة مؤقتة مع ليبيا عبر البوابة الحدودية “الدبداب”، مباشرة بعد حادثة اختطاف الوالي محمد العيد خلفي بنفس الولاية وتمكن الخاطفون من الفرار به نحو منطقة الزنتان الليبية قبل أن يتمكن الثوار من تحريره بعد مفاوضات مسؤول من المجلس الانتقالي الليبي والمختطفين وبوساطة من ثوار الزنتان. ويأتي إغلاق الحدود البرية مع ليبيا في وقت عرفت فيه ولاية اليزي إنزالا أمنيا لمواجهة التحديات التي فرضتها الأزمة الليبية وحركية أسلحة النظام الليبي السابق، وهي الأسلحة التي أنعشت التحركات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي.