ركزت الأستاذة صباح ساكر، في مؤلفها ” السينما والسياسة” على صورة المجاهد في السينما الجزائرية، حيث اعتمدت الكاتبة في طرح إشكالية عملها انطلاقا من تساؤل هام فحواه: هل تعكس الصورة فعلا أو لا تعكس حقيقة الظاهرة أو الحاثة التي عفتها سيرورة المجتمعات؟، وأرادت صباح ساكر، تسليط الضوء على جانب معين من جوانب السينما الجزائرية، وهو التركيز على الأفلام ذات المواضيع الثورية التي أرخت للثورة التحريرية المظفرة أين كان للمجاهد الدور الرئيسي، ومن هذا البناء توصلت الأستاذة ساكر إلى طرح سؤال إشكالية بحثها الهام وهو: كيف عكست السينما الجزائرية شخصية المجاهد من خلال الأفلام الوطنية الطويلة، وإلى أي مدى ساهم الفن السابع في التأريخ للنضال الجزائري من خلال صورة المجاهد طيلة 30 سنة؟ ثم إلى أي حد أثرت السلطة والظروف الاجتماعية، السياسية، الثقافية والاقتصادية في رسم وجه مغاير لصور أبطال الثورة؟. وقسمت الأستاذة دراستها إلى ثلاثة فصول هامة، تطرق الأول منها إلى علاقة السينما بالسياسة وتأثير هذه الأخيرة على الأعمال السينمائية المقدمة، من خلال استغلال الفن لخدم أغراض إيديولوجية معينة، منذ اختيار السياسة دخول كواليس الفن، وفتحت الكاتبة قوسا في هذا الجانب سلطت فيه الضوء على علاقة السلطة لجزائرية بالسينما التي ارتبطت باحتكار وسائل الإنتاج والتوزيع السينمائيين من طرف السلطة. أما الفصل الثاني فتناول مسيرة السينما الجزائرية من 1962 إلى 1972 مع ظهور العديد من الهياكل السينمائية التي ساهمت في تنظيم هذا القطاع في الجزائر، وهي المرحلة التي عكست حسب الأستاذة سيطرة السلطة الجزائرية على السينما وتوظيفها لخدمة أغراضها الشخصية سنة 1969، وقد ظهر ذلك جليا من خلال تركيز العمل السينمائي على الأفلام الثورية بنسبة 100% وبذلك طفت الثورة على السطح كموضوع واحد وحيد. فيما خصص الفصل الثالث للتحولات التي طالت السينما الجزائرية خلال الفترة الممتدة من 1972 إلى 1992 التي تميزت على حد قول صاحبة المؤلف باستقرار الهياكل السينمائية الجزائرية مقارنة بالمرحلة التي سبقتها، وأكبر دليل على ذلك تغير منحى خط سير السينما الجزائرية بتوجهها نحو المواضيع الاجتماعية خلال العشريتين الثانية والثالثة من الاستقلال، وهو التغيير الذي لم تظهر معالمه إلا مع نهاية الثمانينات. ولم تغفل ساكر السينما الجزائرية في عهد الانفتاح 1982-1992 وهي الفترة التي اهتمت بنفسية المجاهد بالتركيز على إيجابياته وسلبياته، وقدم القسم التطبيقي من الدراسة تحليلا لأربعة أفلام جزائرية هي ”معركة الجزائر” (1966)، ” الأفيون والعصا” (1970)، ”أبواب الصمت” (1987)، ”يوسف أسطورة النائم السابع” (1992) معتمدة في دراستها على تحليل المضمون على اعتبار أن كل فيلم يمثل مرحلة قائمة بذاتها.