تطالب ال 2000 عائلة المقيمة بشاليهات الرويبة، شرق الجزائر العاصمة، السلطات الولائية بالالتفاتة الجادة إلى وضعيتهم السكنية، هذه الأخيرة التي ظلوا يعانون منها أزيد من 9 سنوات كاملة دون جديد يذكر، بل اتهمت هذه العائلات الجهات المعنية بتركها تقاسي الأمرّين، مكتفية بالوعود الكاذبة كما وصفوها، رغم سياسة التنديد والاحتجاجات التي أشعلها السكان اعتراضا على إهمال السلطات لهم. مرت سنوات دون أن تقدم السلطات الولائية على أي تحرك تجاه الوضع السكني المزري الذي يقطن فيه قرابة 2000 عائلة بشاليهات بلدية الرويبة، إذ في كل مرة كانت تندد هذه الأخيرة بوضعيتها وتحتج على إهمال معاناتها لا تتلقى سوى الوعود لتهدئة الأوضاع، ولكن تظل هذه الوعود سرابا يتتبعه منكوبي زلزال 2003، مؤكدة هذه العائلات أنها طرقت جميع الأبواب دون نتيجة إيجابية، حيث أكد لهم رئيس بلدية الرويبة عدم مسؤوليته إزاء أمر ترحيلهم لسكنات اجتماعية لائقة بدلا من تلك الشاليهات التي أكل عليها الدهر وشرب وطالت إقامتهم بها. ولكن في كل مرة يتم إبراز قوائم تحتوي أسماءهم على أساس ترحيلهم عند توفر السكنات اللازمة، ولكن لم تتحقق تلك الوعود لتبقى مصائرهم معلقة بالقوائم التي أصبحت حبيسة الأدراج، دون طمأنتهم بإعطائهم تاريخا محددا لتوديع المعاناة مع شاليهات لم تعد صالحة للسكن. أكد العديد ممن التقت بهم “الفجر” أثناء تجوالها بالشاليهات أنها لم تعد صالحة البتة للسكن، خاصة أن العديد منهم يعاني أمراضا مزمنة بسبب المدة الطويلة التي قضوها بهذه السكنات، مع مخاطر الأميونت على صحتهم حيث أصيب العديد منهم بأمراض سرطانية، فيما لم ينجو البقية من مختلف أمراض الصدر والحساسية الشديدة بسبب الرطوبة العالية وتآكل الشاليهات، ما سمح للأمطار بالتسرب داخلها خلال فصل الشتاء، دون إغفال غياب الأمن وانتشار الاعتداءات بالمنطقة. وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لم يتغير وضع العائلات المقيمة بشاليهات الرويبة، رغم الحاجة الماسة لمغادرة تلك الجحور التي ما عادت صالحة للسكن، وكلهم أمل أن تشملهم عمليات الترحيل القادمة.