تحولت، في الآونة الأخيرة، ولاية المسيلة إلى ملاذ للمختلين عقليا والمشردين على حد سواء، متخذين من الساحات العمومية والأحياء الشعبية أماكن للإقامة أوالاعتداء على المارة جسديا أو بكلمات تخدش الحياء. وغير بعيد عن مجلس قضاء المسيلة اتخذ أحدهم مكانا لإطلاق العنان للسانه بالسب والشتم لكل ما يتعلق بالعدالة، وهي الأسطوانة التي يجيد إعادة عباراتها بأقبح الأوصاف، قبل أن يوجه كلامه إلى كل مواطن يعبر بجانبه، هذا المجنون الذي أصبح معروفا لدى العامة يختار أماكنه لإيصال رسالته بأسلوب تهكمي ممزوج بالعنف اللفظي الذي يخدش الحياء. وقد بات هذا الأخير يتنقل من المكان المذكور أعلاه إلى محكمة مقرة، الواقعة شرق عاصمة الولاية ب 55 كلم، أين تجده منهمكا أمام مدخلها الرئيسي في إطلاق أقبح الأوصاف من سب وشم للمارة وللمتقاضين على حد سواء دون تدخل للجهات المختصة. وغير بعيد بأمتار تتخذ سيدة في عقدها الخامس ساحة المدينة أو واجهات المحلات مكانا لإقامتها، وذلك منذ قرابة 4 أشهر تقريبا. السيدة المذكورة يقال إنها من مدينة طولڤة ببسكرة، هادئة المزاج تحمل بين أيديها بعض الأغراض من الثياب البالية وقارورة ماء تتنقل بين المحلات التجارية لبلدية مقرة وتفترش الورق المقوى ليلا، في مشهد يوحي حسب السكان أن المعنية تعرف كل شيء ولا تريد العودة إلى أهلها، حيث يروي بعضهم أنها في عديد المرات تحدثت عن الحڤرة والظلم وغيرها من الأشياء التي تكون وراء تفضيلها للتشرد، ومواجهة الظروف الطبيعية القاسية في الشارع، بدلا عن الأهل والأقارب. وفي عاصمة الولاية يتخذ العديد من المشردين والمجانين أماكن للإقامة والتجوال بين المواطنين، الذين تعرضوا في العديد من المرات إلى مضايقات كثيرة وسمعوا كلاما بذيئا يخدش الحياء، حيث يروي العديد منهم أن بعض المجانين باتت تصدر منهم تصرفات عدوانية خطيرة . ولم تسلم بلديات بوسعادة وسيدي عيسى من هؤلاء المرضى والمشردين، حيث أصبح الوضع الحالي يقلق المواطنين ولا يحرك ساكنا للجهات المعنية التي باتت لا تبالي بشريحة اجتماعية عصفت بها الظروف إلى عالم آخر من الجنون، التشرد أوالتسول الذي أصبح مهنة من لا مهنة له.. فمتى يتم انتشال هؤلاء من الحالة التي هم عليها إلى المراكز ومستشفيات قصد التكفل بهم ما داموا يحملون الجنسية الجزائرية.