توجه، أمس، وفد أمريكي إلى الدوحة للمشاركة، في مؤتمر المعارضة السورية، الذي سيدرس إنشاء مجلس انتقالي جديد بمظلة واسعة وآلية عمل جديدة، لتحديد خطوط المرحلة المقبلة، بهدف تشكيل جبهة معارضة موحدة، وفق الإملاءات الأمريكية. وبدأ المجلس الوطني السوري في العاصمة القطرية، اجتماعات تنتهي اليوم، في إطار إعادة هيكلة المجلس الوطني السوري، وتعزيز قاعدته التمثيلية، ومن المقرر انتخابُ رئيس جديد للمجلس ومكتب تنفيذي وأمانة عامة. وقد رحبت دول الخليج بالاجتماع، قبيل الاجتماع التشاوري للمجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى دعت إليه جامعة الدول العربية وقطر. وتوقع سياسيون أن تستمر المحادثات في الدوحة أربعة أيام بهدف توسيع المجلس الوطني السوري أكبر الكيانات المعارضة الساعية إلى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في الخارج من نحو 300 عضو إلى 400 عضو، وانتخاب هيئة عامة جديدة. وفي هذا السياق، ستعرض على المجلس مبادرة من النائب السابق رياض سيف، ترمي إلى إيجاد هيئة قيادية جديدة شاملة، تضم إلى جانب المجلس ممثلي المجالس المحلية والعسكرية وهيئة علماء المسلمين. ومن المتوقع أن تتولى هذه البنية التنظيمية الجديدة مهمة تشكيل حكومة انتقالية، ومجلسٍ عسكري يضم كافةَ الأجهزة العسكرية. وقال المعارض رياض سيف، النائب السابق بالبرلمان السوري، للجزيرة، إن أولوية الحكومة الانتقالية التي من المقرر أن تنبثق من اجتماع الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري بالدوحة، تتمثل في إسقاط نظام بشار الأسد، ونفى أن تكون للمجلس نيةٌ في التفاوض مع النظام. وقال سيف أيضا إن الثوار ليسوا بحاجة إلى تدخل أجنبي مباشر لحسم المعركة مع نظام بشار الأسد، بل هم بحاجة إلى سلاح نوعي لتغيير موازين القوى. وفي نفس السياق سيجتمع المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى يوم الخميس في إطار ”اجتماع تشاوري” دعت إليه الجامعة العربية وقطر. ويتوقع أن يبحث اجتماع الخميس إنشاء حكومة في المنفى، وأن يؤسس لقيام كيان جديد موسع تنبثق عنه تلك الحكومة. وقد نفى المعارض رياض سيف عزمه على شغل منصب رئيس هذه الحكومة بعد أن طرح اسمه لذلك.وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، في كلمة افتتاحية وزعت على الصحفيين أمس، إن اجتماع الخميس ”لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف، وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية”. وعبر سيدا بوضوح في كلمته عن الاستياء من ”جهود كثيرة بذلت وتبذل من أجل تجاوز المجلس الوطني السوري، والبحث عن هياكل بديلة”، كما اعتبر وجود ”السعي المستمر من أجل اتهام المجلس بالقصور والعجز أو الانغلاق، وكان التضييق المادي على المجلس وما زال”. من جانبه، أوضح الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون لوكالة الصحافة الفرنسية أن مبادرة قيام كيان معارض موسع في اجتماع الخميس هي مبادرة ”أمريكية”، وهي تحت اسم ”هيئة المبادرة الوطنية السورية”. وقاطعت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي مؤتمر الدوحة. وفي سياق متصل، أعلن مسؤولون يابانيون، أن طوكيو ستستضيف مؤتمرًا دوليًا في وقت لاحق هذا الشهر يهدف إلى زيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال أوسامو فوجيمورا سكرتير الحكومة اليابانية أن ”اللقاء يهدف إلى توسيع عدد الدول المشاركة في فرض العقوبات وزيادة فاعلية الضغط على الحكومة السورية”. من جهته قال مسؤول في وزارة الخارجية أن المؤتمر سيضم مسؤولين حكوميين كبار من دول مجموعة أصدقاء سورية التي تدعم المعارضة السورية وتسعى إلى زيادة الضغط على نظام الأسد.