طلب رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية، مسعود ولد بلخير، من الحكومة الكشف عن الوضع الصحي للرئيس محمد ولد عبد العزيز، داعيا قادة الأغلبية والمعارضة إلى التهدئة والبحث عن القواسم المشتركة من أجل مصلحة البلد. وجاء حديث ولد بلخير أثناء افتتاحه الدورة البرلمانية الجديدة التي هيمن عليها الجدل بشأن غياب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إثر إصابته بطلق ناري استدعى علاجه في فرنسا. وطالب ولد بلخير الحكومة بضرورة كشف الوضع الصحي للرئيس الموريتاني ليطلع عليه الرأي العام، وقال إن حادثة إطلاق النار على الرئيس غيرت الوضع الداخلي، وباتت تشكل أزمة يجب التعامل معها بحذر. وأضاف: ”لقد علمت الخبر اليقين نهاية أكتوبر المنصرم بعدما اتصلت بالرئيس ولد عبد العزيز، وقد تأكدت أنه حي يرزق وأنه يتمتع بذاكرته بعد الحادث الذي تعرض له”. وقال ولد بلخير إن تحديات الوضع القائم في الجارة مالي تفرض التعبئة بين السكان استعدادا لأي طارئ، بما في ذلك الحرب التي بدأت الدول الإفريقية تتحدث عنها بقوة، ودخلت الأممالمتحدة على خطها من جديد. من جهة ثانية، قال نواب المعارضة، في مؤتمر صحفي على هامش الدورة البرلمانية، إنهم سيتقدمون بطلب لمساءلة رئيس الوزراء عن ملابسات الحادث الذي تعرض له الرئيس ولد عبد العزيز، وحقيقة وضعه الصحي، ومعرفة من يحكم البلاد أثناء غيابه الذي يقولون إنه قد يطول. وقال محمد جميل ولد منصور، النائب عن حزب تواصل الإسلامي المعارض: ”أعتقد أن هناك فراغا عمليا في المسؤولية الأولى في الدولة، وينبغي لهذا الفراغ العملي أن يكون موضوعا للنقاش بين أهل الرأي والسياسة، ليترتب عنه موقف تشاوري إجماعي يفضي إلى مرحلة انتقالية في نظام ديمقراطي مستمر”. أما نواب الأغلبية في البرلمان فقالوا إنه لا يوجد فراغ في هرم السلطة، مشيرين إلى أن الدوائر الحكومية تعمل بشكل منتظم، وأن الرئيس يتابع عن كثب سير عمل المؤسسات، ويصدر توجيهات إلى الحكومة، ويتشاور مع المؤسسات الدستورية، ويستجيب جسمه بسرعة للعلاج. وقال محمد ولد ببانا النائب عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم ”الذي يحدث هو أن البرلمان يعقد في ظل وضعية تتميز بعدم وجود رئيس الجمهورية على أرض الوطن، وهذا أمر طبيعي، والكل يدرك أن الشغور له آلياته القانونية التي تحدده وكلها منعدمة عمليا وقانونيا”. ورفعت جلسات البرلمان مؤقتا وسط توقعات بأن يحتل الجدل الدائر حول غياب رئيس الجمهورية ووضعه الصحي وملابسات الحادث جانبا مهما من جلسات هذه الدورة البرلمانية الجديدة فور استئنافها. يشار إلى أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يمضي فترة نقاهة في الخارج منذ شهر لإصابته برصاص أطلقه ”خطأ” جندي في 13 أكتوبر الماضي.