“هرمنا من أجل رؤية هذه الملاعب العالمية في بلدنا" يبدو أن حلم الجزائريين برؤية ملعب عالمي في الجزائر لن يتحقق أبدا بالنظر إلى الوتيرة البطيئة جدا التي تسير بها ورشات هذه الملاعب وفي مختلف أنحاء الوطن، حيث يشبه الشارع الجزائري في الآونة الأخيرة مشروع الملاعب السبعة العملاقة والعالمية التي تحدثت عنها الوزارة بمشروع الميترو الذي تعاقبت عليه أجيال ووزراء وحتى رؤساء قبل أن يتجسد على أرض الواقع. رغم بداية الأشغال في كافة الورشات التي ستقام عليها هذه الملاعب، إلا أن التأخر وتمديد آجال الإنجاز يسري عليها جميعا ودون استثناء. ومع أن وزير الشباب والرياضة السابق، الهاشمي جيار ومساعديه لطالما صرحوا بأن جل الملاعب ستسلم خلال موسم 2012 إلا أن الحقيقة غير ذلك والملاعب جاهزة فقد على “الماكيتات” والمجسمات التي أعدتها مكاتب الدراسات الأجنبية، في حين لم يخرج عمال الملاعب في الواقع من الأرض كما يقال، حيث سنتطرق للملاعب السبعة التي هرم الشعب الجزائري من أجل أن يراها على أرض الواقع... ملعب براقي كان مقررا أن يدشن في مارس 2012 ولكن... إذا تحدثنا عن ملعب براقي فإننا نتحدث عن مشروع لم تتجاوز الأشغال به نسبة 40 بالمائة بالرغم من أنه كان من المشاريع التي كانت مبرمجة للتدشين خلال هذا العام. وكان العاصميون يمنون النفس بهذا الملعب حيث يعد من المشاريع الهامة ببراقيبالجزائر العاصمة، إذ يمكن أن تصل قدرته الاستيعابية إلى 50 أو حتى 60 ألف متفرج، مع أن الشركة المصممة له أشارت في بداية الأشغال إلى حوالي 40 ألف متفرج فقط. علما أن قيمة العقد لإنجاز المشروع بلغت حوالي 100 مليون أورو. ووقع الاختيار بعد المناقصة المنظمة من قبل مديرية الشبيبة والرياضة في 2008 على المجموعة الصينية للهندسة ‘'سي. أر. سي. أو جي'' التي حددت مدة الإنجاز آنذاك ب29 شهرا لتسليم مشروع الملعب. ووفقا لما جاء به المصممون في ذلك الوقت، فإن هذه المنشأة ستجهّز بكافة الملاحق والمرافق الضرورية لبعض الرياضات، منها المساحات والأروقة المخصصة لألعاب القوى وميادين كملاحق لكرة القدم وبالإمكان استغلالها من قبل أهم فرق النخبة لمنطقة الوسط. كما استبشر العاصميون بهذا المشروع كونه يقع بعيدا عن التجمعات السكنية عكس ملعب 20 أوت وزيوي والملاعب العاصمية الأخرى. الجدير بالذكر أن الجهات المعنية تتحجج بأن المشروع تأخر بسبب الأشغال الإضافية على مستوى الأساسات. فهل هذا العذر معقول؟ ملعب الدويرة من 29 شهرا إلى أجل غير محدود ولكن... ملعب الدويرة وبالرغم من أنه الملعب الوحيد الذي يمكن اعتبار الأشغال فيه تسير بوتيرة يمكن وصفها بالمقبولة، إلا أن هو الآخر لا يراعى فيه جانب الوقت ولمن لا يعرف ملعب الدويرة فهو ملعب يقع في الجهة الغربية للجزائر العاصمة شرع في إنجازه في نهاية مارس وبداية أفريل 2010، أسند للشركة الصينية ‘'زيجيانغ للبناء والاستثمار'' ‘'زاد سي أي جي'' بتكلفة إجمالية بلغت 969.11 مليار دينار ومدة إنجاز تقدر ب29 شهرا، مع تحديد نهاية 2012 لتسليمه، إلا أن المشروع على غرار ملعب براقي عرف أيضا تأخرا في الإنجاز ليمتد إلى أجل غير محدد، بالرغم من أن هناك من يتحدث على موسم 2013، هذا الملعب تصل قدرته الاستيعابية إلى 50 ألف متفرج بمدرجات مغطاة، يقع تحديدا على الطريق الرابط بين الدويرة وبئر توتة، وسيخصص لاحتضان مباريات فرق النخبة خاصة القسم الأول منه لمنطقة الوسط. وقد جهّز الملعب بأروقة خاصة بألعاب القوى وملاحق يمكن استغلالها في تنظيم تظاهرات خاصة بالألعاب الجماعية، يضاف إلى ذلك موقف للسيارات بقدرة تصل إلى 5000 سيارة، وسيتم ربط الموقع بشبكة النقل وسيضع مساحات مخصصة للترفيه والإطعام فمتى نرى هذا الملعب جاهزا يا ترى؟ ملعب تيزي وزو تحفة فنية ضحية الحسابات الضيقة مصير هذا الملعب يبقى غامضا أكثر من سابقيه بالنظر إلى تغير الأحداث التي تغذيها حسابات ضيقة لأشخاص معروفين على الصعيد الوطني، وعرف ملعب تيزي وزو تأخرا كبيرا منذ أن بدأت الفكرة وتحولت انطلاقته أول مرة، مشروع ملعب تيزي وزو. فهذا الملعب برزت فكرته سنة 2006 ورغم وعود قدّمها رئيس الجمهورية بإقامته في أعقاب أول نهائي لكأس الكاف الذي أجرته شبيبة القبائل، إلا أن المشروع ظل فكرة نظرية إلى غاية 2009، مع اختيار الشركة الإسبانية ‘'أف. سي. سي للبناء'' ومجمع البناء ‘'حداد'' لإنجازه، وتقدّر قيمة المشروع بحوالي 4.32 مليار دينار أو ما يعادل 340 مليون أورو ومدة إنجاز ما بين 29 إلى 30 شهرا. وأقيم الملعب ببوخالفة على مساحة تقدّر ب46 هكتارا، منها 5.2 هكتارا خصصت كفضاء خاص بشبيبة القبائل ويفترض أن يتسع ل50 ألف متفرج ويتضمن مدرجات مغطاة. ويعتبر هذا الملعب من قبل الأخصائيين تحفة معمارية لشركة إسبانية تتمتع بالخبرة في هذا المجال، حيث سبق لها وأن أقامت ملعب “أليانز أرينا” بألمانيا والذي احتضن افتتاح كأس العالم 2006 إلا أن هذا المشروع وعلى غرار المشاريع السابقة، تأخر في الموعد المحدد له بداية بتأخر المناقصة عن موعدها ثم التأخيرات الأخرى إلى أن أعطى الوزير السابق الهاشمي جيار إشارة الإنطلاق في 12 ماي 2012 وسط ترقب الشارع القبائلي جديد هذا الملعب. وفاق سطيف استفاد من ملعب يتسع ل50 ألف متفرج لكن على الورق فقط... ولأن مدينة سطيف تملك ناديا من أكبر النوادي في الجزائر وأعرقها فقد قيل إنها ستستفيد من ملعب كبير يتسع ل50 ألف متفرج، وهو ضمن مشروع كبير يتضمن عدة مرافق إلا أنه هو الآخر لم يخرج عن تقاليد سابقيه، حيث برزت الفكرة في 2007 وشرع في تجسيدها في 2009 وتم اختيار الشركة الصينية للبناء لإنجاز المشروع الذي يشمل أيضا ملعبين ملحقين للملعب الرئيسي، منهم واحد مجهز بمدرجات تتسع ل1000 متفرج ومسبح أولمبي، إضافة إلى قاعدة متعددة الرياضات تتسع ل4000 مقعد وفندق 4 أو 5 نجوم وموقف ل6000 سيارة. والمشروع ككل يمتد على مساحة 80 هكتارا ويقع ببلدية وادي صابر بمقربة الطريق الوطني رقم 5 وغير بعيد عن عين رمان، بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 17 مليار دينار. وتم تخصيص غلاف مالي أولي بقيمة 6 ملايير دينار، أي 600 مليار سنتيم. وكان من المرتقب أن يسلم المشروع في ظرف 30 شهرا أي في 2012 ولكن ولحد الساعة لا زال المشروع يراوح مكانه. السنافر والقبة البيضاء يحلمون بالملعب الجديد بمدينة الخروب مثلها مثل ولايات سطيف، وهرانوالجزائر، استفادت ولاية قسنطينة من مشروع إنجاز ملعب بسعة 50 ألف متفرج بمدينة الخروب حيث يعتبر آخر المشاريع المنطلقة في نهاية 2010 قدرت تكلفته ب1200 مليار سنتيم أو 12 مليار دينار ويمتد على مساحة 57 هكتارا. ومثله مثل بقية المشاريع واجه المشروع مشاكل قبل انطلاقه بسبب عملية نقل وترحيل نشاط العديد من الحدادين وحوالي 171 تاجر يبيعون المواد الحديدية. هذا الملعب سيكون آخر المنشآت أيضا التي يرتقب تسليمها ولن يتم ذلك قبل أقل من ثلاث سنوات خصوصا أن مدة الدراسات فقط تطلبت أكثر من سنة، كما لم يتم ولغاية الساعة. ملعب وهران في تأخير مستمر والأسباب تتعدد تعاقبت مكاتب الدراسات على ملعب وهران ولازال مستقبل المشروع لم يتحدد بعد بالنظر إلى التماطل غير المبرر من المسؤولين بالرغم من أنه شهد تطورا بداية هذا العام، وكان مسؤولو وزارة الشباب والرياضة قد أوكلوا مهمة البناء لشركة ‘'أم سي سي'' الصينية لبناء ملعب وهران الجديد الذي يتسع ل40 ألف متفرج، حيث كان من المفترض أن ينجز الملعب والملاحق التابعة له في ظرف 29 شهرا حسب التزام الشركة الصينية آنذاك، بتكلفة إجمالية تصل إلى 11 مليار دينار أو 1100 مليار سنتيم. هذا المشروع أيضا تعثّر إلى درجة دفعت السلطات العمومية إلى توجيه إعذارات متكررة للشركة المنجزة، حيث شرع في الإنجاز في 2008 على مستوى الأرضية المخصصة للمشروع والواقعة ببلقايد بالقرب من الطريق الوطني رقم 11 الذي يربط بين الشرق وأرزيو ومستغانم. وكان من المنتظر تسليم الملعب والملاحق في2011، ثم 2012 ولكن التأخر المسجل يجبر القائمين على المشروع على توقع التسليم في حدود2013، علما أن المنشأة عبارة عن قرية رياضية تشمل فندقا ومسابح أولمبية وتمتد على مساحة أكثر من 100 هكتار. فهل سيرى الوهارنة حقا هذا الملعب الموسم المقبل. أما المشروع الأخير، فإنه يخص ملعبا جديدا بقدرة 35 ألف متفرج بمستغانم، وهو المشروع الذي سيعوض الملعب القديم بن سعيد محمد وملعب بن سليمان، وفي الأخير وفي انتظار تجسيد هذه المشاريع يبقى لسان حال الشارع الجزائري يقول هرمنا من أجل رؤية هذه الملاعب العالمية في بلدنا.