تعرف شعبة تربية الدواجن بسيدي بلعباس حالة من الفوضى والعشوائية التي أضحت تؤثر بشكل جلي على النشاط، ما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء بالسوق وظهور مضاربين قاموا باستغلال الوضع والسيطرة على النشاط، في ظل انعدام ضوابط ومراقبة جدية لهذا النوع من الأنشطة.. وهو ما دفع مديرية التجارة المحلية وتنفيذا للتعليمة الوزارية المتعلقة بالمخاطر التي تهدد شعبة الدواجن، إلى عقد لقاء لدراسة وتقييم النشاط بالولاية بصفة عامة وتحديد مشاكل المربين بصفة خاصة، بالتنسيق مع عديد الجهات المعنية بالقطاع الفلاحي، على غرار كل من مديرية الفلاحة، مفتشية البيطرة، ديوان الأغذية والأنعام، صندوق التعاضدية الفلاحية، وجمعية البيئة.. حيث تمت مناقشة مشاكل مربي الدواجن التي تتركز أساسا في غلاء تغذية الدواجن، وهو المشكل الذي أدى إلى تراجع الإنتاج بنسبة تفوق 50 بالمئة في ظل غياب الدعم، حيث لا يتمكن العديد من المربين من توفير الكميات الكافية للأغذية، كالعلف الممتاز الذي يفوق سعره 5 آلاف دج للقنطار وكذا الصوجا والذرة، المهمتين في غذاء الكتاكيت. أما الادوية فهي الأخرى تشهد ارتفاعا في أسعارها، كالمضادات الحيوية، مضادات “الكوكسيديا ودواء إيفرمكتين لعلاج الجرب. ومن مشاكل النشاط أيضا نفوق الدواجن وهلاك أعداد كبيرة منها، الأمر الذي يتسبب في إفلاس المربين نتيجة لعديد العوامل، أهمها نقص المعدات والوسائل الخاصة والمتطورة، قلة خبرات المربين، بالإضافة إلى انعدام الأساليب والطرق الحديثة المتبعة عالميا، ناهيك عن الإعتماد على سلالات ضعيفة سواء البياضة أوالمنتجة للحوم. كما تعاني الشعبة أيضا من نقص كبير في اليد العاملة المؤهلة، وهو ما شجع الدخلاء على اقتحام النشاط وممارسته بطرق غير شرعية وبعيدة عن القواعد الصحية، الأمر الذي يعود بالضرر على صحة المستهلك. وحيال هذا الوضع ستشرع الجهات الوصية في عملية إحصاء واسعة لمهنيي القطاع، كخطوة أولى لضبط الممارسين الفعليين للنشاط وتنظيم الشعبة على مراحل. كما اقترح هؤلاء دعم أسعار أغذية الدواجن من خلال إلغاء الرسم على القيمة المضافة، ودعم وتشجيع المربين والتكفل بكافة انشغالاتهم بهدف تنظيم السوق وضمان استقراره، حفاظا على القدرة الشرائية للمستهلك الذي بات يقبل بشكل كبير على اللحوم البيضاء بعد الإستغناء عن اللحوم الحمراء التي تشهد أسعارها مستويات قياسية.