تتنافس الأحزاب التقليدية ممثلة في الموالية وتلك المحسوبة على المعارضة، على أهم وعاء انتخابي ممثلا في العاصمة، وسط فتور تام وسط الأحزاب الجديدة التي تتخذ العاصمة للتشهير بهويتها السياسية، حيث يتسابق 13.953 مترشح سواء للمجالس البلدية أو المجلس الولائي، على الطورطة. وعلى هذا الأساس، اختار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، مثلا العاصمة كآخر محطة انتخابية في برنامجه التحسيسي، وهذا قصد الظفر بأهم نسبة من أصوات الهيئة الانتخابية بهذه الولاية والتي تقدر بمليوني ناخب، متصدرة بذلك قائمة الهيئات الناخبة الولائية متبوعة بولاية سطيف التي تقدر هيئتها الانتخابية بمليون و800 ألف ناخب. وحسب مصادر من الأفالان، فإن اختيار عبد العزيز بلخادم للعاصمة كآخر محطة انتخابية مدروس وأملته اعتبارات عديدة والحضور القوي للأحزاب المعارضة بالعاصمة، ولهذا تم اختيارها كآخر محطة حتى يبقى الخطاب الانتخابي عالقا بأذهان المواطنين. حزب التجمع الوطني الديمقراطي هو الآخر، يركز على العاصمة ويريد حصصا بها بعد النكسة الانتخابية التي مني بها في التشريعيات الأخيرة، خاصة ببن عكنون، دالي إبراهيم، القبة، حسين داي والجزائر الوسطى، لاسيما بعد مساعي الصلح التي تمت بين جناح التصحيحية والأمين العام للأرندي أحمد أويحيى. الأحزاب الإسلامية موجودة هي الأخرى ببعض بلديات العاصمة، مثلما هو الأمر لباب الوادي، القصبة، بلوزداد وغيرها من المناطق التي تضم نشطاء في حمس والنهضة والإصلاح. أما غرب العاصمة، فهو وعاء انتخابي مفضل لجبهة القوى الاشتراكية، التي لديها الكثير من الأنصار ببلديات عين البنيان، سطاوالي، زرالدة، الحمامات وحتى الرايس حميدو وبعض ضواحي الشراڤة. وتعد التركيبة البشرية لسكان هذه المناطق سببا مباشرا في ذلك، حيث ينحدر أغلبية السكان القدامى لهذه المناطق من منطقة القبائل خصوصا من ولاية بجاية، بعد نزوحهم للعاصمة عبر مراحل، مع العلم أن بلدية عين البنيان مثلا ظلت لسنوات تحت سيطرة الأفافاس إلى غاية العهدتين الماضيتين فقط. أما الجهة الشرقية للعاصمة، فهي معقل حزب العمال، وأصدق دليل الحضور الشعبي لحزب العمال بمنطقة الحراش وحسين داي فضلا عن مناطق أخرى كباب الزوار وبراقي. أما التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية فهو أيضا حاضر ببلدية حيدرة، الأبيار، بن عكنون وبعض ضواحي بلدية سيدي امحمد. ويركز الأرسيدي من أجل تحقيق توازن انتخابي على تقديم نخبة من المرشحين لمقارعة مرشحي أحزاب السلطة، مثلما هو الأمر بالنسبة لبلدية بن عكنون مثلا، فقد اضطر الأرسيدي حسب ما وصلنا إلينا من أصداء إلى إخراج ملفات من أجل الإطاحة بمرشحي الأحزاب الأخرى في عز الحملة الانتخابية وترجيح الكفة لصالحه. وتبقى الأحزاب الجديدة على وجه الخصوص خارج دائرة المنافسة بالعاصمة، حتى وإن قام بعض رؤساء هذه الأحزاب بتنشيط فعاليات انتخابية، غير أن اعتبارات سياسية تجعلهم بعيدين عن المواطن، لاسيما وأن العاصمة معروفة بظاهرة العزوف الانتخابي مع بعض الاستثناءات والقناعات التي تحمل الناخبين على التوجه إلى الصندوق. وتجدر الإشارة إلى أنه قد بلغ عدد القوائم المسجلة للانتخابات المحلية المنافسة على العاصمة الجزائر 459 قائمة، خاصة بالمجالس الشعبية البلدية و16 قائمة للمجلس الشعبي الولائي، تتنافس على أهم وعاء والبالغ تعداده 1.867.163 ناخب. هذا في حين يقدر عدد الأحرار ب12 بالمائة من المجموع العام للقوائم الخاصة بالمجالس المحلية البلدية المقدر ب459 قائمة، في حين غابت قوائم الأحرار تماما عن المنافسة الخاصة بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة.