عباس يتوقع عقوبات أمريكية على السلطة وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع التمثيل الفلسطيني إلى صفة دولة غير عضو مراقب بأغلبية 138 دولة مقابل 9 دول ضد وامتناع 41 دولة عن التصويت، فيما تأسفت واشنطن لذلك محذرة من نتائج عكسية تؤثر على مسار السلام في المنطقة، بينما توقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقوبات صارمة من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية. قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يتوقع أن تفرض الولاياتالمتحدةالأمريكية عقوبات على السلطة الفلسطينية، بسبب القرار الأممي بمنح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة. ونقلت صحيفة ”الأيام” الفلسطينية، أمس الجمعة، عن عباس، قوله ”نتوقع عقوبات من الأمريكيين، ومعنى ذلك أنهم لا يريدون السلطة”، مشيرا إلى إمكانية تأثير ذلك على السلطة الفلسطينية. وكانت قد حظيت فلسطين بتصويت 138 دولة بالموافقة، وصوتت ضد القرار 9 دول، بينما امتنعت 41 دولة عن التصويت ولم تشارك ثلاث دول في التصويت. وقد صوتت لصالح القرار 17 دولة أوروبية على الأقل، منها النمسا وفرنسا وإيطاليا والنرويج وإسبانيا، بينما امتنعت بريطانيا وألمانيا وغيرهما عن التصويت. ولم تعارض القرار من الدول الأوروبية إلا جمهورية التشيك التي انضمت في ذلك إلى الولاياتالمتحدة وإسرائيل وكندا وبنما وعدد من الجزر الصغيرة في المحيط الهادئ مثل ناورو، بالاو، وميكرونيسيا وجزر مارشال . واستقبل الفلسطينيون في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة نتائج التصويت بإطلاق الألعاب النارية والعيارات النارية في الهواء احتفالا. وفي غزة، قال رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية في تصريح ”نؤيد أي إنجاز سياسي لشعبنا على طريق انتزاع الدولة على قاعدة عدم الاعتراف بالمحتل أو التفريط بثوابتنا الإستراتيجية وحقوقنا الثابتة وفي مقدمتها حق العودة”. لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت إن قرار منح فلسطين صفة دولة غير عضو في المنظمة الدولية ”مؤسف وستنتج عنه نتائج عكسية”، لأنه يضع المزيد من العراقيل في طريق السلام. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها بواشنطن ”لقد كنا واضحين بأن السلام الذي يستحقه الإسرائيليون والفلسطينيون لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة عن طريق يضمن قيام دولتين لشعبين تعيش فيه دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للاستمرار جنبا إلى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل اليهودية الديمقراطية. وقالت سوزان رايس المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة ”سيستفيق الفلسطينيون صباح الغد ليجدوا أن حياتهم لم تتغير عدا اضمحلال آمال تحقيق سلام دائم”. إلا أن تركيا رحبت بنتيجة التصويت، إذ قال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو ”إن من شأن منح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة إعطاء زخم للجهود الهادفة لتحقيق حل شامل وليس بديلا عنه”. وقال عباس ”لسنا هنا لإلغاء شرعية دولة قائمة هي إسرائيل بل لتأكيد شرعية دولة يجب أن تقام هي فلسطين”. وأضاف عباس أن ”العالم مطالب اليوم بتسجيل نقلة هامة في مسيرة تصحيح الظلم التاريخي الذي الحق بالشعب الفلسطيني”. مشيرا إلى أن ”الجمعية العامة مطالبة اليوم باصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين”. وشدد عباس على أن الفلسطينيين لن يقبلوا إلا بدولة عاصمتها القدس وعلى وفق حدود عام 1967. وأعقبت كلمة عباس كلمة ألقاها السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة أكد فيها على أن إسرائيل مستعدة للعيش مع الدولة الفلسطينية، ولكن السلام الدائم يتطلب حماية الأمن الإسرائيلي وأن على الفلسطينيين الاعتراف بالدولة الإسرائيلية.