لم تكن الانتخابات المحلية لعام 2012 ”نظيفة” وخالية من التجاوزات بولايات الشرق، حيث تعرض عدد من المكاتب الانتخابية إلى الحرق والتخريب، فيما نشبت مشادات بين أنصار عدة تشكيلات حزبية. وفي هذا السياق تم تسجيل تجاوزات خطيرة بولاية عنابة بعد غياب المراقبين في 6 مراكز موزعة على البلديات النائية منها سرايدي، برحال، الشرفة وعين الباردة وكذلك التريعات ووادي العنب، في الوقت الذي عرفت فيه مراكز أخرى خاصة بعملية الاقتراع غياب الوثائق الخاصة بالانتخابات، وهي القضية التي فجرت الأوضاع الداخلية بين رؤساء المراكز واللجنة الولائية للانتخابات بعنابة. وعلى صعيد آخر عرفت بلدية برحال تطورا كبيرا في الأوضاع بعد إقدام متصدر قائمة الجبهة الوطنية الديمقراطية بنفس البلدية في الاعتداء على رئيس المركز، الأمر الذي أثار رعبا وخوفا وسط المنتخبين، وقد تدخلت مصالح الدرك الوطني لتطويق المكان بعد أن تم تحويل متصدر قائمة الأفندي على مركز الدرك الوطني إقليم اختصاص ببرحال. وفي ذات السياق تسببت الخلافات الكبيرة بين رئيسة حزب العمال لويزة حنون والبرلماني بهاء طليبة في تصعيد الوضع بين أتباع حزب العمال والأفندي حيث استعملت الخناجر والسيوف وقد تسببت الصراعات الداخلية بين أحزاب الأرندي والعمال والأفندي في إفشال عملية الانتخابات بعنابة. قوات الأمن جنبت حدوث كارثة بحامة بوزيان أهم ما ميز الانتخابات المحلية في ولاية قسنطينة هو الصراع الكبير بين حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي في بلدية حامة بوزيان، ثالث أهم وأكبر مدن عاصمة الشرق. فكما الحملة الانتخابية التي لم تكن ساخنة إلا في هذه البلدية، كان يوم الاقتراع ساخنا أيضا، وهو ما وقفنا عليه في مكاتب انتخابية عديدة، وكذا خلال عملية الفرز وتقديم المحاضر سهرة الخميس الجمعة، حيث حالت قوات الأمن دون حدوث كارثة حقيقية أمام مقر البلدية. وقد وقعت مشادات بين أنصار الأفالان والأرندي تسببت في جرح 7 أشخاص، ولولا تدخل قوات الأمن لفض مشادات والتواجد المكثف لرجال الشرطة والدرك لوقعت الكارثة فعلا، خاصة وأن أنصار رئيس البلدية السابق الشاب عبد الرحمان فيلالي، متصدر قائمة التجمع الوطني الديمقراطي، الشبان أغلبهم، أو ما يطلق عليهم هناك في الحامة ”البلطجية”، توعدوا بأن الحامة لن تعرف الاستقرار في حال عدم حصول الأرندي على الأغلبية، وقد اتسعت دائرة هيجانهم بسماع أخبار حصول الأفالان على الأغلبية في أكبر تجمع سكاني في البلدية حي الغيران، وقد حاول عدد من الشبان اقتحام فرقة الدرك الوطني أثناء عملية الفرز. تخريب ومنع عناصر الدرك من التصويت في باتنة أكد رئيس اللجنة الولائية المستقلة لمراقبة الانتخابات بباتنة، محمد كابرين، أن من بين التجاوزات ”الطفيفة” التي تم تسجيلها خلال يوم الاقتراع للانتخابات المحلية، قيام مجموعة من المواطنين ببلدية عين ياقوت بمنع عناصر الدرك الوطني من الانتخاب على أساس أنهم عسكريون ويصوتون بالمراكز التابعة لمقرات سكناهم بمختلف الولايات. وقد تجمعت مجموعة من المواطنين أمام أحد المراكز الانتخابية في محاولة لمنع أفراد الدرك من الدخول للتصويت، فيما سارع القائمون على المركز إلى الدخول في حوار مع المواطنين المحتجين وأكدوا لهم أن الدركي له الحق في التصويت كأي مواطن جزائري، وأن أفراد فرقة الدرك مسجلون ببلدية عين ياقوت، وإلى جانب هذا أكدت معلومات غياب الأوراق الخاصة ببعض القوائم المشاركة في المحليات بعدد من بلديات الولاية. وشهد مركز انتخابي بمنطقة حاسي تامهريت التابعة لبلدية عين جاسر بباتنة، اضطرابات عنيفة نتجت عن ملاسنات بين مؤيدي حزب الأفالان ومعارضيهم من أنصار ”الأرندي”، وهي الملاسنات التي سرعان ما تطورت إلى مشادات بالأيدي وشجار عنيف أدى إلى تحول المركز إلى ساحة معركة. حرق مكتب اقتراع ببلدية آيث نوال أومزادة جرت عملية الانتخاب، أول أمس، بشمال ولاية سطيف، وسط أجواء من الفوضى التي عرقلت مهام مؤطري العملية. فقد أقدم سكان بلدية آيث نوال مزادة على حرق مكتب اقتراع بقرية ”بني خلاد” بعدما نشبت مناوشات بين ممثلي الأحزاب ومؤطري العملية الانتخابية، ثم تطور الوضع من ملاسنات بين الطرفين إلى شجارات عنيفة بينهما بعد تدخل المواطنين حيث أسفر الوضع عن جرح العشرات منهم، ثم تطور الوضع إلى حد حرق هذا المكتب. وقد تدخل كل من رئيس دائرة بوعنداس رفقة المصالح الأمنية لتطويق الوضع وتم التمكن من فض النزاع، في حين أتلفت كل الأصوات المتواجدة دخل الصناديق، مما يجعل من تقديم محاضر هذا المكتب للجهات المعنية باظهارالنتائج مؤجل إلى إشعار آخر ريثما تتوصل المصالح المعنية لإيجاد صيغة قانونية لحل هده القضية وإعلان النتائج النهائية للانتخابات بالمنطقة. وفي بلدية تالة إيفاسن سجلت مواجهات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب والمواطنين خلال عملية الفرز وتسليم المحاضر للجهات المعنية على مستوى مقر البلدية، وذلك بعدما أقدم جموع المواطنين على اقتحام المقر، حيث كانت قوات مكافحة الشغب بالمرصاد لهم حيث تمكنت من منعهم للدخول إلى المقر.