”شكون قال الساسي ما يلعبش؟” مقولة شهيرة جاءت في فيلم ”كحلة وبيضا” الذي قدمه المخرج عبد الرحمن بوقرموح، قبل ثلث قرن تقريبا من اليوم. ولا شكّ أن كثيرا من القراء يذكرونها، باعتبار أن تلك المقولة راحت - مذّاك - مضرب مثلٍ عن صحّة الخبر الذي تأكد بعد شكّ، حيث يصيح شاب في إحدى مشاهد الفيلم قائلا: ”شكون قال الساسي ما يلعبش؟”، بعد أن تأكد خبر مشاركة الشاب الساسي حدّاد رقم 10 في تشكيلة الوفاق، والذي كان قد رفض اللعب في نهائي الكأس، إذا لم تتكفل إدارة الفريق بحمل ساسية المصابة بالشلل للعلاج في فرنسا. وقد تسبّب قرار الساسي ذاك، بزرع البلبلة في أوساط مشجعي ”الكحلة والبيضا” الذين كانوا يعقدون آمالا كبيرة في قدم الساسي لافتكاك الكأس. قبل أن تتدخل إدارة الفريق وتعلن تكفلها التام بسفر وإقامة وعلاج ساسية في فرنسا. وهو الخبر الذي أعاد الأفراح إلى المدينة، التي سافر أهلها عن بكرة أبيهم إلى الجزائر العاصمة بأعلامهم السوداء والبيضاء لجلب الكأس. تذكرت هذه المشاهد الجميلة من فيلم بوقرموح، وأنا أقرأ وأتابع تصريحات المدعو الساسي حمزة ”مقبّل يد هولاند” الذي طاردته في اليومين الأخيرين أكبر حملة سب وشتم في تاريخ الجمهورية. بعد أن التقطت كاميرا المصورين لسان الساسي وهو يمسح على ظهر كفّ الرئيس الفرنسي، أثناء مروره بشارع ديدوش مراد في زيارته الرسمية للبلاد. ”شكون قال الساسي ما يسلّمش؟”.. هاهي اليد التي اغتالت قرنا ونصف القرن من عمر الجزائريين تقبّل في شارع الشهيد ديدوش من طرف أحد أحفاد الشهيد سعّال بوزيد. إيه يا زمن.. شكون ”قال الساسي مايسلمّش؟”. شتّان بين قدم الساسي حدّاد الذي جاء إلى العاصمة يوما كي يحمل الأفراح إلى مدينته وبين يد الساسي حمزة الذي جلب العار اليوم لمدينته وبلاده.