مواطنون يهاجمون مركز "الكاليتوس" والموظفون يصرّون على الإضراب تحصلت ”الفجر” على وثائق تكشف الحسابات والمنح التي تحصل عليها الأمين العام لنقابة عمال البريد مراد بن جدي وزوجته التي تشتغل قابضة بمؤسسة بمركز بن رومان، في مقدمتها المنح والعلاوات التي صرفت لحسابه في الفترة الممتدة من 24 أكتوبر 2010 إلى 23 سبتمبر 2012، والتي قدرت ب 115 مليون سنتيم في حين قام المدير العام للمؤسسة محند العيد محلول بإيداع شكوى لدى القضاء ضد العمال المضربين. حسب كشف الأجور الذي تحصلنا عليه ”استفادت زوجة مراد بن جدي والمدعوة بن جدي جاهيدة من منح مالية ضخمة عادلت 53 مليون سنتيم خلال الفترة الممتدة من 27 جوان 2011 إلى 23 سبتمبر 2012 وذلك بمجموع 168 مليون سنتيم”. وطالب العمال المحتجون، أمس، على مستوى البريد المركزي بكشف مصير الأموال التي تم تحويلها إلى حسابات النقابة وكذا المدراء الذين تكفل بتعيينهم المدير العام لبريد الجزائر محند العيد محلول، حيث أوضح المضربون أن هؤلاء المدراء والذين بات عددهم ينافس عدد العمال والموظفين البسطاء لا يمتلكون أي قرار تنصيب رسمي وقانوني ،الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات، مطالبين الوزير الأول عبد المالك سلال بالتدخل جديا هذه المرة لوضع حد نهائي للمشكل. وأغلق المحتجون، أمس، مقر المديرية العامة بباب الزوار، في حين اضطر المدير العام محند العيد محلول إلى الخروج من المقر دون أن يراه العمال عبر البوابة القريبة من مطعم البريد، ورفع المضربون شعارات يطالبون من خلالها بإقالة محلول وتشولاق الذي قالوا عنه إنه ”لا يمثلهم في شيء وكذلك مراد بن جدي كنقابة عمال بريد وإحالتهم على القضاء للزج بهم في السجن بتهمة تبديد أموال التعاضدية واختلاس مبالغ طائلة بالبريد”. واجتمع، أمس الأول، كل من الأمين العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، والأمين العام لنقابة عمال الاتصالات السلكية واللاسلكية محمد تشولاق والأمين العام لنقابة عمال البريد مراد بن جدي لبحث حلول تمكن من عودة العمال إلى مناصب شغلهم، في وقت قام فيه محند العيد محلول حسبما ردده المحتجون بساحة البريد المركزي بإيفاد مدراء مركزيين لمطالبة العمال بالعودة إلى العمل مقابل مبالغ مالية، وتدور أنباء بمبنى المديرية العامة عن صرف مبلغ 35 مليون سنتيم لإقناع الموظفين بوقف الحركة الاحتجاجية. وعرف البريد المركزي، أمس، اكتظاظا غير مسبوق أدى إلى شل حركة المرور بسبب قدوم عدد كبير من العمال إلى المنطقة، والتي تحولت إلى ”ميدان التحرير”، ورردوا شعارات تطالب بتنحية محمد تشولاق الأمين العام لفيدرالية عمال البريد والمواصلات الذي قال المحتجون عنه ”إنه لم يعد يمثل العمال بل يتصرف كالوزير”، كما رددوا شعارات أخرى على غرار”الله اكبر لاديجي حابسة” في إشارة إلى نجاح إضرابهم الذي أوقف حتى المديرية العامة عن العمل. وفي بيان لها، دعت مؤسسة بريد الجزائر العمال المضربين للعودة إلى مناصبهم، أمس، ومباشرة عملهم لضمان سيرورة العمل والحفاظ على سمعة البريد، وأشارت المؤسسة إلى أنه تم تخليص منحة الأرباح المقدرة ب 30 ألف دج، أمس الأربعاء لكافة العمال”. وأكدت أيضا أنه ”سيتم التكفل التام بجميع المطالب المهنية المثارة، والمتعلقة بالترقية والترسيم والتكوين والتعيين والارتفاع في تصنيف بعض المناصب بما فيهم قابضي البريد خلال برنامج عمل 2013”. من جهة أخرى، قام مواطنون غاضبون، أمس، باقتحام مركز بريد بالكاليتوس وتحطيمه احتجاجا على عدم منحهم أموالهم التي لا تزال مخزنة بالبريد منذ 10 أيام، واصفين ما يعيشه المواطنون اليوم ب ”المهزلة”.