برزت إلى السطح أزمة حادة في التزود بالمواد الطاقوية، سيما المازوت والبنزين وحتى الغاز الموجود بشكل متذبذب في عدة بلديات بوادي سوف ،وتؤثر هذه الأزمة بشكل بارز على حياة المواطنين لكون هذه المواد لها صلة مباشرة ببعض المصالح الضرورية كالنقل والمخابز والتدفئة وغيرها، مما يحدث دائما استياء لدى المواطنين الذي احتاروا في استمرار بروز الظاهرة وعجز السلطات الرسمية على حلّها. الأزمة المذكورة كانت وراء الجفاف الذي عصف بجميع محطات الوقود التي وجدت نفسها عاجزة عن توفير المازوت والبنزين على وجه التحديد لأصحاب المركبات من شاحنات وسيارات وجرّارات، ممّا كان وراء الطوابير الطويلة المصطفة يوميا أمام المحطات، حيث يحاول الزبائن الظفر ببعض القطرات من المازوت أو البنزين لتشغيل محركات مركباتهم ،وقد أبدى هؤلاء في جولة خفيفة لبعض المحطات استيائهم الشديد من الوضعية الموجودة التي لازالت تتكرر، حسبهم، من حين لآخر في بلد البترول، حيث أن الطوابير تبدأ منذ الصباح الباكر ويبقى البعض الآخر لساعات متأخرة من الليل من أجل الظفر بلترات قليلة من هذه المادة التي صار عمال المحطات يحددون السعر الأقصى للتعبئة من أجل تعميمها على أكبر عدد ممكن من المركبات، كما أن هذه الأزمة دقت ناقوس الخطر في الولاية بسبب توقف العديد من حافلات وسيارات النقل الحضري والنقل الجماعي على مستوى كافة تراب الولاية مما أدى إلى تسجيل تخوف كبير في أواسط المواطنين بإمكانية حرمانهم من التنقل إلى أعمالهم أو الرجوع لمنازلهم خاصة الذين يقطنون خارج عاصمة الولاية. وقال بعض هؤلاء ل”الفجر”، أن عمليات التهريب الحاصلة منذ سنوات والتي تسعى السلطات للقضاء عليها أضرت بسكان الولاية سيما سكان الشريط الحدودي، حيث أكد لنا احد زبائن محطات الوقود بالمنطقة أنهم يأسوا حتى من الذهاب للمحطات بسبب الطوابير وتوقف هذه المحطات لعدة أيام متتالية والسبب يبقى مجهول حسبه، علما أن المنطقة زاخرة بأكبر حقول النفط المصدرة أصلا لمثل هذه المادة لعشرات الدول الأجنبية، ناهيك عن عدم تعرض ولايات الشمال الجزائري لمثل هذا النقص في التزوّد بالوقود وتعرض ولايات الجنوب له طيلة أيام السنة، خاصة ولايتي ورقلة والوادي. وفي تعقيبهم عن المشكل المذكور أوضح بعض أصحاب المحطّات على أن الأزمة لا دخل لهم فيها وأنها من مؤسسات تكرير البترول بحاسي مسعود. وأمام هذه الأزمة طالب أصحاب المركبات والسيارات السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية السعي من أجل حل هذه الأزمة الخانقة التي يتخبطون فيها وتوفير هذه المادة الحيوية لإعادة الحركية المعهودة لطرقات الولاية.