نوّه الممثل والكوميدي نبيل عسلي، إلى الفوضى الحاصلة اليوم في قطاع الفن والثقافة في الجزائر على اختلاف فروعه كالمسرح، التمثيل، الفن السابع، الغناء وغيرها، وأرجع سبب ”الانفلات الفني” إلى سوء التنظيم من قبل القائمين على هذه المؤسسات وكذا تخلي المبدع الجزائري عن واجباته بافتقاره لروح المسؤولية واعتماده على ريع الدولة. أكدّ الممثل والمسرحي نبيل عسلي في حديث جمعه ب”الفجر”، بأنّ مجال الكوميديا والتمثيل في الجزائر يعاني من عدة جوانب أهمها التي تتعلق بالوزارة الوصية على هذا القطاع ومنها ما يندرج ضمن مسؤوليات وعمل المبدع والفنان الجزائري، الذي اعتبره ”لا يعمل باحترافية تامة” من أجل تحقيق أهدافه المنشودة والرقي بالكوميديا والإنتاج التلفزيوني والسينمائي الجزائري إلى مصاف العالمية. معتبرا أنّ الأموال المتوفرة حاليا بخزينة الدولة والتي خصص جزء منها لتطوير وإحداث نقلة نوعية في البرامج التلفزيونية ورفع سقف إنتاج الأفلام بمختلف أنواعها، وكذا بتشجيع المنتجين والمخرجين والممثلين على بذل المزيد من العمل للخروج من طوق ”الرداءة ”، لا يعدّ سببا وجيها لحل المشكلة، حيث شدد على أنّ غياب الاحترافية وتخلي أهل القطاع عن مسؤولياتهم واهتمامهم فقط بإعانات الدولة ساهم في توسيع الفوضى، بغض النظر عن سوء التنظيم والتسيير. ودعا بطل فيلم ”نورمال”، المبدعين في السينما والتمثيل التلفزيوني إلى الاشتغال باحترافية بعيدا عن مجمل الظروف التي من شأنها كسر طموحاتهم ووأدها في مهدها، من خلال الاعتماد على الموهبة وصقلها بالتكوين، وبناء شبكة علاقات تساعدهم في البروز وإثبات مكانتهم في هذا المجال وفي السياق ذاته يرى نبيل عسل بأنّ الإشكالية المطروحة حول تمويل أعمالهم ومعاناتهم مع السلطات الثقافية في البلاد، لا تقتصر علينا فحسب بل تمس أيضا أبناء هذه المهنة في مختلف بلدان العالم على غرار فرنسا، أمريكا وسويسرا. بالمقابل ثمن المتحدث ما قامت به بعض القنوات الخاصة التي فتحت الباب أمام الطاقات الشبابية المبدعة، سعيا منها لإعطاء نفس جديد يحمل أفكارا منوعة ويقدم وجها مغايرا يكون أفضل للكوميديا الجزائرية التي يسيطر عليها وجوه تعد على رأس الأصابع. على صعيد آخر، سيطل قريبا، الممثل الشاب نبيل عسلي على جمهوره في عملين سينمائيين يحملان عنوان ”السطوح” لمرزاق علواش و”دليل” لعمور حكار.