بدأت نيران الأزمة السورية تصل إلى الدول المجاورة بوصول التوتر الحاصل في الأراضي السورية الحدود العراقية، حيث شهدت هذه الأخيرة مواجهات بين القوات العراقية وعناصر من الجيش السوري الحر الذي سيطر على معبر ”اليعربية” الحدودي والذين وصفتهم وزارة الدفاع العراقية بالإرهابيين. اندلعت المواجهات المسلحة بين الطرفين بعد تسلل مسلحين سوريين إلى الأراضي العراقية ومهاجمتهم عشرات السوريين العائدين إلى بلادهم مما أسفر عن مقتل 48 جنديا سوريا و9 جنود عراقيين، وجاءت الاشتباكات بعد انتزاع الجيش الحر السيطرة على معبر ”اليعربية” من القوات النظامية التي فرت إلى الأراضي العراقية حيث سلم حوالي 65 جنديا ومسؤولا سوريا أنفسهم للسلطات العراقية. وكشف مسؤول عراقي لوكالة ”رويترز” أن الاشتباك حدث أثناء نقل السلطات العراقية للجنود السوريين إلى معبر الوليد الحدودي في محافظة الأنبار جنوب العراق بعد كمين نصبه المسلحون للقافلة التي كانت تنقل السوريين، كما حذرت الوزارة كافة الأطراف المتصارعة في الجانب السوري من نقل صراعهم المسلح إلى داخل الأراضي العراقية أو انتهاك حرمة حدود العراق. وشددت الوزارة لهجتها في التعليق عما شهدته حدودها مع سوريا قائلة أن رد العراق سيكون حازما وقاسيا وبكل الوسائل المتاحة على كل ما يهدد أمن وسلامة البلد. وقد خلّفت تداعيات الأزمة السورية ردود أفعال كثيرة خاصة مع الدول المجاورة لسوريا، إذ يتهم الثوار السوريون الحكومة العراقية بدعمها لنظام بشار الأسد الأمر الذي يعزز نفيه نوري المالكي في كل تصريحاته لكنه حذر في عديد المرات من مغبة انهيار النظام السوري الذي سيفجر حسبه نزاعات عرقية وطائفية يمتد لهب نيرانها إلى كل من العراق ولبنان وربما دول أخرى. يحدث ذلك في الوقت الذي نفت فيه الحكومة العراقية زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري للعراق نهار أمس، مشيرة على لسان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي أن حكومة العراق لم تتلق نبأ رسميا من واشنطن بزيارة كيري .