تعد صفات النشاط والحيوية والحزم والمواظبة والانضباط في العمل والمبادرة أحد أسس النجاح في إدارة المؤسسات التعليمية وتسيير دواليبها، وهي المميزات التي يمكن إسقاطها على سحنون توفيق مدير متوسطة كحال عبد العزيز العريقة الواقعة في قلب مدينة الميلية بجيجل. يشهد تلاميذ وموظفو متوسطة كحال عبد العزيز، الذين تحدثنا إليهم بالكفاءة المطلوبة في أداء مهامه، إن على المستوى الإداري والبيداغوجي والتربوي أو من ناحية حسن التواصل والحوار داخل المؤسسة مع جميع أفراد الأسرة التربوية ومع الأولياء والمحيط الخارجي، وهو ما يفسر السير الحسن للمؤسسة دون مشاكل وصعوبات. وقد اكتشفنا سعة صدر هذا المدير، الذي كان يشتغل أستاذا في مادة اللغة الفرنسية بمتوسطة بوتعية بوجمعة في حي تانفدور منذ تعيينه في شهر سبتمبر 1994، من خلال لقائنا به، حيث أوضح لنا بأنه خريج المعهد التكنولوجي للتربية عام 1994، وبعد رحلة مع التربية والتدريس وصل إلى محطة أخرى من حياته المهنية، إذ عين مديرا لمتوسطة المرجة ببلدية أولاد رابح ابتداء من الموسم الدراسي 2009/2010، ليتنقل بعدها إلى متوسطة كحال عبد العزيز. وكشف المتحدث ل”الفجر”بأن أهم شيء يستهويه ويجعل ضميره مرتاحا، هو تحقيق النتائج المشرفة وإسعاد أولياء التلاميذ، وإدخال الفرحة في نفوسهم خلال كل موسم دراسي، فليس سهلا، كما يضيف مصدرنا، أن يحافظ المدير على تفوق مؤسسته من حيث النتائج في شهادة التعليم المتوسط بالوصول إلى نسبة 94 بالمائة، وهو التفوق الذي يعتبره منبع اعتزازه وافتخاره، مشيرا أن من أهم الأعمال التي قام بها خلال تنقله للمتوسطة المذكورة هو تجديد جمعية أولياء التلاميذ في 20/09/2012، التي لم تشهد أي تجديد مند 20 سنة بالتمام، وذلك لتسهيل العلاقات بين الآباء والمؤسسة، كما قام بتجديد الجمعية الثقافية والرياضية لما لها من أهمية في تعميق المفاهيم والمثل الوطنية في نفوس التلاميذ. وفي هذا السياق، كشف محدثنا عن تسطير برنامج هام شرع في تنفيذه مع الدخول المدرسي، فعلى سبيل المثال تم تنظيم تظاهرات رياضية في كرة القدم بين الأقسام في الفصلين الأول والثاني أمسية كل ثلاثاء، بهدف اكتشاف المواهب وتشجيع التلاميذ على الابتعاد عن الآفات الاجتماعية كالتدخين والمخدرات، ناهيك عن تحريك الفعل الثقافي من خلال مشاركة المؤسسة في المنافسات والمسابقات الثقافية، آخرها المسابقة الوطنية للرسم، وكذا إعداد المجلة الحائطية بشكل دوري. وفي الجانب البيداغوجي، وصف مدير المؤسسة الظروف التي يجري فيها تمدرس التلاميذ بالجيدة من جميع النواحي، رغم أن المؤسسة تتكون من 14 حجرة فقط، في حين يبلغ عدد أفواجها 18، بمعنى هناك 4 أفواج متنقلة، ويتمدرس بها 650 تلميذ يسهر على تأطيرهم وخدمتهم وتدريسهم 37 أستاذا و15 عاملا وإداريا. وقصد تحقيق تحصيل علمي جيد ودعم تلاميذ السنة 4 متوسط، فقد تم فتح أبواب المؤسسة أمامهم أمسية كل الثلاثاء وصبيحة كل سبت، سعيا لتجسيد أعلى نسبة ممكنة في شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2013، ومن المساعي التي قامت بها إدارة المؤسسة أيضا الحد من ظاهرة الغيابات والتأخرات غير المبررة في أوساط التلاميذ والموظفين على حد سواء، حيث لم يتجاوز المعدل الشهري للغيابات 2 بالمائة، علاوة على تنصيب اللجنة البيداغوجية للمؤسسة بتاريخ 08/11/2012 بهدف معالجة الإشكاليات البيداغوجية العويصة والطارئة. واعترف مدير المؤسسة بوجود بعض النقائص، أبرزها افتقار المتوسطة إلى ملعب، أو قاعة رياضية، حيث لا يزال يمارس التلاميذ نشاطهم الرياضي في ساحة إسمنتية تشكل خطرا على صحتهم، كما يؤرق الاكتظاظ مسؤولي هذه المؤسسة، حيث يصل عدد تلاميذ أغلب الأقسام إلى 40 تلميذا. وأشار المدير إلى إقدام الإدارة على تعلية الجدار المحيط بساحة ممارسة النشاط الرياضي، بغية حماية التلاميذ من تسرب الغرباء وتوفير لهم الأمن والراحة وكذا ترميم دورات المياه إناث وذكور، وأكد مصدرنا بأن كل الجهود التي بذلتها الإدارة تصب في مجملها في خانة ضمان نجاح كل تلاميذ المؤسسة والحد من نسبة الرسوب والتسرب المدرسي، هذا هو طموح مدير، الذي ختم كلامه معنا بالقول أن غايته الوحيدة تكمن في إرضاء الأولياء وبعث السرور في قلوبهم نهاية كل موسم، ورجاؤه الأوحد النوم مرتاح الضمير والبال.