اشتكت العشرات من التلميذات اللواتي يزاولن دراستهن بمتوسطة ”الشهيد بشوع علي” بعين مليلة بولاية أم البواقي ل”الفجر” عن معاناتهن اليومية مع جملة من المخاطر التي تقف عائقًا أمامهن في تحصيلهن الدراسي وذلك بسبب تعرضهن لمعاكسات وتحرشات واعتداءات لفظية وجسدية وتهديدات من طرف فئة من المنحرفين والشباب الطائش الذي يقوم بترصدهن أمام المؤسسة التعليمية المذكورة آنفًا، وهو الأمر الذي جعلهم يعيشون كوابيس يومية قد تؤثر سلبًا على تركيزهم واستيعابهم للدروس وتحصيلهم العلمي. وتقع المؤسسة التعليمية المعنية بمحاذاة طريق الوزن الثقيل وفي منطقة بعيدة عن وسط المدينة، وهي نائية ومعزولة تمامًا وغير مأهولة بالسكان، الأمر الذي يسهل من تعرض التلميذات المتمدرسات إلى مخاطر حقيقية. وفي جولة ميدانية قامت بها ”الفجر” إلى متوسطة بشوع علي وعدد من المؤسسات التعليمية الأخرى، رصدنا الحالة الأمنية للمدارس، واللافت هو استعاضة الكثير من أولياء التلاميذ والتلميذات بالحراسات الخاصة، وانتشار الآلات الحادة بين الطلاب وأجهزة الدفاع عن النفس كالصاعق الكهربائي والقنابل المسيلة للدموع ذات الحجم الصغير بين البنات. وأمام المدخل الرئيسي لمتوسطة بشوع لاحظنا تجمهر عدد من أولياء التلاميذ انتظارًا لخروج أبنائهم المتمدرسين، وكان حديثهم معنا يغلب عليه الخوف والحذر من الانفلات الأمني والبلطجة وحوادث الاختطاف والمعاكسات والتحرشات الجنسية والاعتداءات اللفظية والجسدية. تقول السيدة (كلثوم. ط)، أستاذة لغة عربية وأم لأربعة أبناء متمدرسين: ”يأتي كل يوم جديد بحالة من التوتر والقلق ينتابني، فذهاب أبنائي صوب مدارسهم لتلقي العلم والمعرفة أضحى في زمننا هذا مشكلة كبيرة بسبب حالة اللاأمن التي تعاني منها جميع المدارس في الجزائر وفي ظل غياب الشرطة، فأنا لدي ابنة تزاول دراستها في متوسطة بشوع علي بعين مليلة تعرضت عدة مرات إلى اعتداءات جسدية وتم الاستيلاء على هاتفها النقال ودون الحديث عما تتركه هذه الاعتداءات من آثار نفسية خطيرة، فأصبح والدها يقوم بإيصالها إلى المتوسطة بشكل يومي وهو مدير ثانوية، وعندما تم تحويله إلى مدينة سوق نعمان خصص لها حماية خاصة مقابل راتب شهري معتبر. ويُطالب أولياء تلميذات متوسطة الشهيد بشوع علي مديرية التربية لولاية أم البواقي بوضع خطة لتأمين المتوسطة المعنية وجميع مدارس الولاية الرابعة، ترتكز على نشر أعداد من عناصر الأمن لتأمين المدارس، وحمايتها من المنحرفين واللصوص والمسبوقين قضائيًا. ويقول ”سمير. ج” أستاذ اللغة العربية بمتوسطة بشوع علي بعين مليلة: ”لم تعد مهام إدارة المدارس تقتصر على التخطيط الإداري والدراسي فقط، بل أضيف لها مهمة أخرى وهي تأمين المدارس في ظل استشراء ظاهرة الاعتداءات والتحرشات الجنسية والاختطافات والسرقة”.