الكثير منكم يعرف العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي أوقفت نبضاته هذه الثورة اللعينة، يعرف مدى إسهاماته في الفقه وعلوم الشريعة، كذلك في الإعجاز القرآني الذي قدم فيه دروسا عديدة لطالما بثها التلفزيون الجزائري، ولكن من يعرف محمد سعيد رمضان البوطي أديبا؟ في سنة 1965 أين كان العلامة طالبا بالأزهر، قدم لنا رواية من أجمل روايات الدنيا، إنها رواية ممو زين، وهي في الحقيقة ملحمة كردية وقصة حب صوفية مميزة بين ممو وزين، كانت قد كتبت شعرا قبل ذلك وحولها العلامة رحمة الله عليه إلى رواية مدهشة، خاصة أن عنوانها الكامل هو ”ممو زين قصة حب نبت في الأرض وأينع في السماء”. لا يمكن على الإطلاق تصور تركيبة تلك الرواية التي تجعلك تبكي رغما عنك، كان يمكن لصاحبها أن يصير أديبا كبيرا. ويبدو أن الكتابة الأدبية للبوطي كانت مشروعه الأول، ولكنه غير من أهدافه بعد ذلك. لكن أحيانا تكفي رواية واحدة ليبقى صاحبها أديبا طوال الدهر، تكفي رواية حقيقية لتجعلنا نعيش الأدب الراقي الذي لا يفنى. تذكرت ممو زين عندما سمعت خبر اغتياله، تذكرت كل تفاصيل الرواية وشعرت بالظلمة القاهرة، بآلام ممو.. وبعد قليل قلت لنفسي، لا شك أنها نهاية صوفية لحياة كبيرة.. رحمة الله عليه. أقدم لكم هذا الرابط من أجل قراءة الرواية، إنها بالفعل لا تفوت.. وصاحبها في جنات النعيم تماما مثل زين.