ضيع، أول أمس، فريق مولودية قسنطينة فرصة التشبث ببصيص أمل إمكانية تحقيق البقاء في القسم الوطني الثاني الممتاز، بعد أن خرج متعادلا أمام الضيف أولمبي المدية أحد المهددين بالسقوط، الذي أغرق “الموك” ووقع شهادة وفاته في الثاني المحترف. رغم دخول فريق المولودية بقوة في اللقاء وتمكن مهاجمه وهدافه بلايلي من فتح باب التسجيل في الدقيقة الثامنة بعد خطأ فادح من مدافع المدية فجور الذي أراد إرجاع الكرة لحارسه بوفنتاش فاصطادها بلايلي، إلا أن السيطرة لا تعني الفوز، وتضييع فرص كثيرة سانحة للتهديف جعل رفاق دريفل كسب ثقة في النفس والعودة في الشوط الثاني من أجل التعديل، وهو ما حدث فعلا في الدقيقة 65 عن طريقة رأسية مباغتة لدريفل بعد خطأ في المراقبة للثنائي لمايسي وبرزان. وقد ضيع فريق المولودية قتل اللقاء في الشوط الثاني ولم يعرف استغلال فرصة الضربة القاضية بعد أن منح الحكم ضربة جزاء مشكوك فيها بعد سقوط براهمية في منطقة العمليات في الدقيقة 75. ضربة جزاء أهدرها الحارس كيال، ورغم إكمال الزوار لما تبقى من وقت اللقاء بعشرة لاعبين فقط، إلا أن سواكير وبراهمية وبلايلي تفننوا في تضييع الفرص، ما أحد حالة غليان في أوساط الأنصار الذين كانوا رياضيين وناصروا التشكيلة إلى آخر دقيقة، آملين في أن يكون اللاعبون رجالة، إلا أنهم كانوا عكس ذلك واقتنع الجميع أن فريق مولودية قسنطينة العريق أكبر بكثير من سواكير وبرزان ولمايسي وكيال وغيرهم، لاعبون لا يفكرون بتاتا سوى في الأموال وفضلوا الإضراب لفترات عديدة طيلة الموسم، ما جعل الفريق يعيش أزمات متعددة وسع دائرتها المسيرون الذين فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة النادي العريق، ليتم الاستنجاد بدميغة عنوة تحت ضغط الأنصار، إلا أن الوقت قد فات والسفينة لبدأت تغرق لتنهار في لقاء المدية، ليسقط الفريق العريق الذي تأسس سنة 1939 وحاز على بطولة ووصل إلى نهائي كأس الجمهورية وأنجب لاعبين دوليين كبار يتقدمهم ڤموح وفندي وخاين من الجيل الذهبي وبعدهم بونعاس والحارس بن سحنون. الأنصار توعدوا اللاعبين .. سخط على المدرب مشهود والحارس كيال التعادل المذل المحقق أمام أولمبي المدية نزل كالصاعقة على أنصار ومحبي فريق مولودية قسنطينة، ويكفي أننا شاهدنا رجالا يبكون في المدرجات، وأنصارا أغمي عليهم ومناصرا تم نقله إلى المستشفى بعد أن سقط فور تعديل المدية للنتيجة. وقد صب “ليموكيست” جام غضبهم على المدرب مشهود الذي فضل إبقاء سواكير الذي أهدر لوحده 4 فرص سانحة للتسجيل، ومنح تنفيذ ضربة الجزاء للحارس كيال الذي ضيعها، حيث نال الثنائي مشهود وكيال القسط الأكبر من الشتم والتهديد، إلى جانب كل اللاعبين الذين سمعوا ما لا يرضيهم وهم يخرجون من اللعب هاربين مطأطئين رؤوسهم تحت حراسة أمنية مشددة، خاصة وأن بعض الأنصار هددوا بحرق القاعة البيضاوية على رؤوسهم، محملين إياهم ومسيري الشركة وفي مقدمتهم آل مدني حكوم وابنه وكمال المسؤولية في إسقاط الفريق العريق، بعد أن تعاملوا مع النادي كملكية خاصة غير مراعين تاريخه الحافل وغير مبالين بدعوات الأنصار بضرورة رحيلهم في بداية المشوار، وبلغ الحد إلى تنظيم مسيرات والاعتصام أمام مقر ديوان الوالي للمطالب بإبعاد آل مدني نهائيا، والاستنجاد بدميغة الذي يحظى باحترام كبير غير أن مجيئه كان متأخرا وواجه متاعب وعراقيل عديدة عمقت المشاكل أكثر.