تتمسك روسيا بخيار الحوار لحل الأزمة السورية كما جاء في اتفاق جنيف، وتشدد على حتمية فتح المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، على الرغم من الاتهامات الموجهة للنظام بشأن استعماله السلاح الكيماوي في الحرب الدائرة في المنطقة والدعوة إلى فرض حظر جوي على دمشق. أكد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن إعلان جنيف قاعدة لا بديل عنها في التسوية السياسية للأزمة السورية، موضحا أن فكرة الوثيقة هي الأساس في بناء خطة التسوية والتي تتضمن ترتيب حوار وطني واسع بين السوريين ليقرروا مصيرهم ومستقبل بلادهم، مشيرا إلى ضرورة تشجيع التوافق بين الأطراف المتنازعة. وأوضح بوغدانوف خلال مؤتمر صحفي عقده في مطار “رفيق الحريري” لدى مغادرته لبنان أنه التقى أول أمس وفد هيئة التنسيق الوطنية المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم، تناول اللقاء الأزمة السورية، مشيرا إلى الاتفاق على حل الأزمة سلميا بما يتماشى واتفاق “جنيف”. على صعيد آخر كشفت صحيفة “ديلي ستار صندي” أن جواسيس بريطانيين يعملون بطريقة سرية داخل الأراضي السورية في مهمة للعثور على أدلة تثبت أن النظام السوري يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين العزل في حربه ضد الجيش الحر. وأضاف المصدر أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعول على جهاز الأمن الخارجي في بلاده المعروف ب”إم آي 6” لتقديم الأدلة والبراهين على صحة المعلومات المقدمة بخصوص هذا الشأن. وكان كاميرون أشار إلى وجود أدلة محدودة لكنها متزايدة على استخدام القوات الحكومية السورية للأسلحة الكيميائية. يحدث ذلك في الوقت الذي أجرى فيه وفد من الرئاسة المصرية الذي يزور طهران حالياً مباحثات في طهران تركزت على تفعيل مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي بشأن الأزمة السورية التي أطلقها في القمة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي الذي احتضنته السعودية العام الماضي. من جانبه رد مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري على كلام وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول فرض حظر جوي في حال ثبُت استخدام السلاح الكيميائي، مؤكدا أن فرض منطقة حظر جوي لا يمكن أن يتم إلا عبر قرار لمجلس الأمن. وقال الجعفري في مقابلة على إحدى القنوات اللبنانية إن إثارة ملف استخدام السلاح الكيميائي في سوريا يدخل ضمن الضغوط التي تمارس على البلد شعبا ودولة وحكومة من أجل الحصول على تنازلات سياسية. واعتبر المتحدث أن تصريحات واشنطن بشأن تسليح المعارضة لا يتعدى كونه مجرد ذر الرماد في العيون لأن تسليح المجموعات الإرهابية قائم ودعمها ماليا وسياسيا مستمر، مشيرا إلى أن أمريكا تحاول تكرار السيناريو العراقي في سوريا وفتح أبواب البلاد لما يسمى التفتيش الأرعن وغير المنضبط تحت مظلة الأممالمتحدة.