أكد وزير التربية عبد اللطيف بابا احمد، استعداده لتعديل البرامج المدرسية وتقويمها على ضوء ما ستفرزه عمليات التقييم الجارية حاليا على مستوى القطاع في هذا المجال، مؤكدا عزمه على رصد منحة النظام الداخلي لتلاميذ الثانوية الجديدة للرياضيات بالقبة بعد المشاكل التي عرفتها. أوضح بابا أحمد في رده على سؤال أحد نواب المجلس الشعبي الوطني بخصوص تراجع البعد الأخلاقي في المنظومة التربوية أن وزارة التربية الوطنية تسعى من خلال مختلف المضامين التعليمية إلى إرساء مدرسة متجذرة في القيم المشتركة للشعب الجزائري وغرس هذه القيم في ذاكرة الأجيال الصاعدة. وأضاف الوزير بأن هذه القيم تم على أساسها إعداد الآليات والإجراءات الخاصة بإعادة الاعتبار لقطاع التربية في جانبه القيمي والخلقي من خلال مضمون ونوعية المناهج التربوية في هذا السياق. وأكد أن هذه القيم المتضمنة في المناهج التربوية تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم الإنسانية من حيث المكونات الوجدانية، الجمالية والفكرية، وذلك استنادا إلى مرجعية القانون التوجيهي للتربية الوطنية لسنة 2008. وحسب المسؤول الأول عن قطاع التربية، فإن مسعى تعليم هذه القيم يهدف أيضا إلى ترسيخ قيم نوفمبر ومبادئها السامية لتقوية تعلق الأجيال بتاريخها وأرضها وتكوين جيل متشبع بمبادئ الإسلام الأخلاقية والدينية، إضافة إلى ترقية قيم الجمهورية ودولة القانون. واستدل الوزير في هذا المجال بتدريس مادة التربية الإسلامية ابتداء من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الرابعة متوسط ومادة العلوم الإسلامية التي يعانى بها تلاميذ المرحة الثانوية مع إدخالها كاختبار رسمي في امتحان البكالوريا. ومن جانب آخر تساهم التربية المدينة —حسب السيد بابا احمد— في بناء شخصية الطفل في إطار القيم الثقافية والحضارية للمجتمع الجزائري وممارسة المواطنة واحترام قوانين الجمهورية حيث تهدف هذه المادة الى ”تكوين الفرد تكوينا اجتماعيا يعتمد على الجوانب السلوكية”. وفي شق آخر، أكد أن وزارته اتخذت كل الإجراءات اللازمة والتدابير الضرورية لتوفير كل المستلزمات الكفيلة بالسير الحسن للثانوية الجديدة للرياضيات بالقبة بالعاصمة، بعد الاضطرابات التي شهدتها مؤخرا، وأوضح في رده على انشغال أحد نواب المجلس الشعبي أنه جند كل مصالحه لتدارك الاختلالات المسجلة في هذه الثانوية والتي كانت سببا في احتجاج التلاميذ. وأكد أن هذه التدابير ”من شأنها أن تكفل السير الحسن للدراسة في هذه المؤسسة” مبرزا بأن الاضطرابات التي عاشتها هذه المؤسسة ”المتميزة” ترجع إلى عدة عوامل، من أهمها على وجه الخصوص نقص التدفئة وتسلل ماء المطر إلى الأقسام والمراقد وكذا تعطل توصيلات الغاز داخل المخابر. وأشار وزير التربية في هذا الشأن إلى أن قطاعه ”قد أبدى عدة تحفظات حيال هذه النواقص لصاحب الأشغال وهو مديرية الهياكل والتجهيز لولاية الجزائر، إلا أنه لم يتم استدراك هذه النواقص إلا مع مطلع شهر أفريل المنصرم”. ومن بين الأسباب التي أدت إلى تذمر تلاميذ ثانوية الرياضيات تحدث الوزير عن ”ضعف الميزانية المخصصة لمصاريف الإيواء والإطعام”، والتي كانت -حسبه- بحاجة إلى تعزيزها ماليا برصد منحة النظام الداخلي إلى كل التلاميذ. وفي معرض حديثه عن سوء الوضعية النفسية للتلاميذ المتواجدين بهذه المؤسسة التعليمية الفريدة من نوعها على المستوى الوطني، أوضح بابا أحمد بأن التحاق هؤلاء المراهقين بثانوية وطنية للعيش فيها وفق النظام الداخلي الذي يستلزم نوعا من الانضباط بعيدا عن ذويهم ”قد أثر على فئة كبيرة منهم مما انعكس على سلوكهم ومردودهم الدراسي بل أدى إلى انسحاب بعضهم ورجوعهم إلى ولاياتهم الأصلية”.