أكدت نقابتا ”الإنباف” و”السناباست” أن وزارة التربية الوطنية عودت التلاميذ على الخروج إلى الشارع، واصفة ما حدث أول أمس خلال امتحان مادة الفلسفة لتلاميذ الأقسام النهائية الذين يجتازون امتحان شهادة البكالوريا لهذا الموسم ب”المؤسف والمهزلة”، وإذا لم يتخذ المسؤول الأول على القطاع - حسبهما - إجراءات وقرارات صارمة الآن، فإن امتحان العام المقبل سيكون ”كارثيا”، وأعلنتا أن الحكومة ”تشتري السلم المدني والاجتماعي بأي طريقة كانت”. عبرت نقابات التربية ممثلة في الاتحاد الوطني للتربية والتكوين والنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني عن غضبها وبشدة، بسبب ما حدث أول أمس، بعد انتفاضة تلاميذ الأقسام النهائية في امتحان مادة الفلسفة لشهادة البكالوريا لعام 2013، واصفة الأمر ب”المؤسف والمهزلة”. وقال رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان في تصريح ل”الفجر”، أمس على هامش تجمع الأطباء أمام وزارة الصحة، إن ما حدث أول أمس ”أمر مؤسف للغاية، وموضوع مادة الفلسفة كان في المستوى المطلوب للممتتحنين في شهادة البكالوريا، فالمحتوى ينتمي إلى مجال العتبة ولم يخرج عن المقرر”، متسائلا ”لماذا عودت الوزارة التلاميذ على الخروج إلى الشارع؟ وقامت بعد ذلك ولتلبية رغباتهم بحذف المكافأة بالمقاربة، وبعد ذلك لجأت إلى تحديد العتبة”. وأكد المتحدث أن ”في العام المقبل إذا بقي الوضع على حاله سيلجأ التلاميذ إلى الأساتذة للمطالبة بالحصول على مواضيع الامتحانات للاطلاع عليها وحلها مسبقا قبل إجراء الامتحان، وهذا ما نخافه ويخافه الأساتذة. ونحن كنقابة نطالب الوزير بابا أحمد بالإسراع في اتخاذ إجراءات صارمة لوضع حد لمثل هذه الممارسات التي تضرب بمصداقية شهادة البكالوريا”. وحان الوقت - يضيف المتحدث ذاته - للعودة إلى الصرامة والانضباط إلى المدرسة الجزائرية، فقد ”كان التلاميذ في الثمانينات يرسلون لتمثيل المدرسة الجزائرية في مادة الرياضيات في ”أولمبياد الرياضيات” ويعودون بالمرتبة الأولى، أما الآن فهم يحتلون ذيل الترتيب”. وبخصوص موقف جمعيات أولياء التلاميذ مما حدث أول أمس حول امتحان مادة الفلسفة، قال مزيان مريان إنهم ”لم يكونوا في المستوى المطلوب، وهم مخطئون، ولابد من حث التلميذ على العمل من أجل النجاح، ويجب تأطيره بطريقة صحيحة وسليمة بحيث لا نستجيب لرغبات التلميذ على حساب مساره الدراسي”. أما رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الصادق دزيري، فقد قال في تصريح ل”الفجر” حول امتحان البكالوريا في مادة الفلسفة إن ”ما حدث أمر مؤسف، ويجب أن نحافظ على مصداقية شهادة البكالوريا وطنيا ودوليا، لابد على التلميذ أن يؤمن بأن لديه مقررا يحفظه وامتحانا يجتازه في إطار ما درسه”. وطالب المتحدث ”بتوفير حماية للأساتذة من الضغوطات والتهديدات، والسب، والشتم، والتهديد بالسلاح الأبيض، ولابد من الضرب بيد من حديد داخل المؤسسات التربوية”. وأكد المتحدث ذاته أنه ”آن الأوان للدفع إلى التعليم الجيد على حساب الكم، والعمل بمبدأ تكافؤ الفرص”. وبخصوص موقف جمعيات أولياء التلاميذ، أكد دزيري ”نحن لا نشاطرهم الرأي حول ما قالوه، ويجب المحافظة على مصداقية شهادة البكالوريا، ولابد على الوزير أن يتخذ قرارات وإجراءات صارمة”.