الإخوان يحلمون منذ عقود بالوصول إلى السلطة واستحالة أن يتنازلوا عنها اليوم وصف المحلل السياسي المصري ثروت بخيت خطاب الرئيس المصري محمد مرسي الأخير ودعوته للمصالحة الوطنية مجرد حلاوة روح ومناورة منه لكسب الوقت، مستبعدا جلوس المعارضة الى طاولة حوار مشترك مع رئيس البلاد الذي استنفذ كل أوراقه في اللعب على الشعب المصري، بعد خيانته لمكتسبات ثورة يناير. قال ثروت بخيت في اتصال له مع ”الفجر” أن ما دفع محمد مرسي الى الإقدام على مثل هذه الخطوة هو شعوره بالخوف من الحراك الشعبي الكبير الذي يحضر له الشارع المصري، وشبه بخيت الرئيس مرسي ب ”الطير المدبوح” الذي لا يستطيع فعل شيء، إلا أن ذلك لا يرفع عنه حسب المتحدث مسؤوليته عن جعل المصريين فرقاء بسبب تشبثه بالسلطة وخيانته لمكاسب ثورة ال25 فبراير التي أوصلته الى سدة الحكم، مؤكدا في ذات الوقت أن المعارضة لا تستطيع أن ترضخ مرسي ووحده الشعب باستطاعته وضع الرئيس تحت الأمر الواقع، كما أن الأطياف السياسية المصرية لن تقبل بالجلوس الى طاولة الحوار مع الرئيس مرسي لأن هذا الأخير لم يعد يملك الحجج المقنعة لإثبات جدية تصريحاته وفعالية قراراته أمام الوعود الكاذبة التي أعتاد المواطن المصري سماعها من الرئيس، وتوقع المحلل السياسي أن يصل عدد المشاركين في وقفة ال30 من الشهر الجاري المخصصة لإسقاط حكم الإخوان في البلاد إلى 20 مليون شخص وهي اليوم تقارب ال15 ألف موقع على عريضة الوقفة المنتظرة والتي يتبناها شباب مصر المستقلين عن أي عباءة سياسية، رغم دعم الأحزاب واتفاقهم على ضرورة سيادة الشعب. أما بخصوص الانتخابات المزمعة قال ثروت بخيت أن وقفة الشهر الجاري لن تجبر مرسي على التعجيل بالانتخابات لأنه وقتها لن يكون موجود في الحكم ولا جماعته كذلك إن كان همه الأول والأخير مصلحة مصر، مشيدا بقرار حسني مبارك قائلا ”حسني مبارك من منطلق حبه لمصر تنازل عن الحكم، لكن مرسي من المستحيل أن يتخذ نفس الخطوة لأن الإخوان يحلمون منذ عقود بالوصول الى السلطة، فكيف لهم أن يتخلوا عنها بعد أن تحقق حلمهم”، مؤكدا أن الإجماع الكبير على الإطاحة بالإخوان من طرف المصريين كفيل بتحديد مصير البلاد، لأن مصر ستخرج عن بكرة أبيها لتتطهر من جماعة مرسي الذين احتلوا السلطة بغض النظر عن الانتماءات والإيديولوجيات، وأضاف ” اعتقد أن الربيع العربي أثبت فشل الإخوان في مصر، والنهضة في تونس، والحرية والعدالة في تركيا”.