لم يكن العرض السينمائي الشرفي الأول للفيلم الموسوم ب”حراڤة بلوز”، لمخرجه موسى حداد، في مستوى طموحات أهل ”الكار” في قدرة المخرج على تناول ظاهرة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، والتي بنى عليها المخرج أفكار عمله، حيث كان تناول الظاهرة سطحيا جداً لكونه رفض أن يغوص في التفاصيل والدوافع التي أدت بالشباب الجزائري للهجرة نحو الضفة الأخرى، واكتفى بتقديم صورة نمطية حول شخصية وأبطال العمل فقط. ويتناول موسى حداد في هذا العمل موضوع الهجرة غير الشرعية من خلال قصة صديقين شابين من العاصمة، زين وريان، اللذان يحلمان بالهجرة إلى إسبانيا رغم أوضاعهما الاجتماعية والعائلية الجيدة. ويسرد الفيلم على مدار 110 دقيقة المحاولة الفاشلة لهجرة زين نحو أوروبا انطلاقا من الشواطئ الوهرانية ومغامرات ريان بين العاصمة وعنابة، مبرزا الانعكاسات السلبية لخيار زين على والديه وخطيبته. ورغم إخراج جيد وموسيقى جميلة من تأليف الفنان لطفي عطار، فإن ”حراڤة بلوز” يتجاهل واقع الهجرة غير الشرعية كونه لا يفسر الأسباب التي أدت بالشخصيتين الرئيسيتين زين وريان إلى الهجرة، خاصة وأنهما يعملان ويعيشان وسط عائلات محبة وأصدقاء أوفياء وأحباء. كما يعاني السيناريو الذي كتبه موسى حداد مع أمينة بجاوي حداد، من كونه يسمح بتوقع الأحداث قبل وقوعها، ما يجرده من عامل التشويق أو المفاجئة. وعن سؤال حول اختيار شخصيتين من طبقة اجتماعية راقية تريدان رغم ذلك الهجرة قال موسى حداد إنه”لم ينو تحليل ظاهرة الحرڤة في فيلمه بل استعملها كخلفية لخدمة حدة بعض اللقطات”. وسيعرض الفيلم بقاعة الموڤار من 17 إلى 29 جوان الجاري، قبل عرضه في كل من سعيدة وعنابة ووهران، حسبما أفادت به أمينة بجاوي حداد، منتجة الفيلم. يذكر أنّ فيلم ”حراڤة بلوز” الذي أنتجته شركة ”موسى حداد للإنتاج”، مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، قد عرض في 2012 في نسخة سابقة بمهرجان أبو ظبي السينمائي، في إطار مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.