على بعد 50 كلم شرقي سكيكدة تقع بلدية السبت، لا تحمل من مواصفات البلدية إلا اسمها رغم كونها صنفت سنة 1984 كبلدية في التقسيم الإداري انذاك إلا أن ذلك لم يخلصها من مظاهر الترييف. حتى بعد مرور 29 سنة لا يعرف قاموس بلدية السبت معنى التنمية والتهيئة، فهي تستفيد من مشاريع متناثرة، نادرا ما يتذكرها المسؤولون حيث تتواصل مع المناطق الأخرى بطريق وحيد وهو الطريق الولائي رقم 06، وهو ما وقفت عليه ”الفجر” عند زيارتها المنطقة عن طريق ضيق وسط الأحراش. تعرف بلدية السبت غيابا للتنمية المحلية وركودا في مرافقها الضرورية، أما التهيئة فلا توجد بها إلا اشغال حفر لتصليح شبكات المياه او قنوات الصرف الصحي لا تنتهي على طول السنة، وهو ما أكده سكان أحد الأحياء المتضررة ل”الفجر” على مستوى الحي العتيق اين ارهقت الحفر والأتربة كاهل قاطنيه، خاصة في فصل الشتاء وهو ما اضطرهم للقيام بتهيئة ممراتهم بإمكانياتهم الشخصية ومنهم من اعترض اشغال الحفر، وهي سياسة البريكولاج التي تخيم على مناطق عديدة بالولاية والسلطات تتفرج، في الوقت الذي تعيث المقاولات القائمة على شبه المشاريع الموجودة الفساد دون محاسبتها على تأخر الأشغال ويبقى المواطن هو الوحيد يدفع فاتورة لامبالاة الجهات المعنية. ورغم انتهاء زمن النظام الحزب الواحد مع نهاية الثمانينات في الجزائر لكن بلدية السبت لم تتخلص منه إلا مؤخرا، أي توالت عهدات مترأس حزب الأفلان لسنوات انتهت بإبعاده من رئاسة البلدية بطلب من السكان الذين دخلوا في حركات احتجاجية، مطالبين برحيل المير الذي تخلى عن تسيير شؤون البلدية تلبية لطلب المواطنين، خاصة أن كل المؤشرات كان تدل على عدم اكماله المشوار كمير، خاصة مرضه وملازمته الفراش لأشهر ليخلفه متصدر حزب التجمع الوطني الديمقراطي سابقا بالبلدية مؤقتا ورئيس المجلس الشعبي البلدي حاليا عن حزب الحركة الشعبية الجزائرية بعد فوزه في الانتخابات المحلية الماضية بعد سنوات من الخلافات بينهما تحولت في الكثير من المرات إلى سيرك عمار، حيث خلعت أقفال مكتب رئيس البلدية من قبل المنتخبين في العهدة السابقة ويستبدل كل واحد منهم المفاتيح، مانعا نظيره من الدخول، مواقف وضعتهم محل نقد لتصرفاتهم الصبيانية، أما الآن فالمواطن السبتي يعلق آمالا على المجلس الجديد لتحسين أوضاعه المتدهورة منذ سنوات. محلات الرئيس تتعرض للتخريب وأخرى تتحول إلى مخازن للعلف تعرضت محلات الرئيس ببلدية السبت للتخريب من قبل مجهولين، بعدما تخلى عنها المستفيدون منها من الشباب حسب علمناه من القائمين عليها، بحجة أنها تقع في اماكن معزولة، حيث طالبوا بمحلات بالبلدية مركز والظفر بمحل على مستوى المجمع. في الوقت الذي تحولت فيه المحلات المخربة إلى وجهة للمنحرفين لتناول المخدرات وممارسة الرذيلة، فيما أكدت مصادر عليمة ل”الفجر” أن العديد من المستفيدين قد قاموا بتأجير محلاتهم لتحويلها إلى مخازن للعلف والبذور. هذا يتنظر في المقابل المئات من الشباب الفقير من أصحاب الحرف والشهادات تلك المحلات بفارغ الصبر، وهو ما يلزم التحرك السريع للسلطات المحلية للتكفل بتلك الطلبات ومعاقبة المتخلين عن محلاتهم ومنحها لمستحقيها. لا يزال مشكل التزود بالماء في بلدية السبت قائما رغم نقص حدته باستفادة البلدية من مشروع ربطها بمحطة معالجة مياه سد زيت العنبة بعزابة، ما مكن من تزويد أزيد عن 600 عائلة كمرحلة أولى بوسط البلدية، كان التزود منتظما انهى ايام مياه الصهاريج وأثمانها الباهظة، بعد مضاربة بائعيها بأسعارها خاصة في فصل الصيف، حيث يشتكي السكان من تذبذب في التزود ما سبب لهم متاعب متعددة،وجعلهم يعودون لشراء ماء الصهاريج في الوقت الذي اكدت فيه سابقا مصالح البلدية عن انتهاء عهد العطش والتزود المستمر بالماء على مدار 24 ساعة، وقد طالبت العشرات من العائلات المتضررة من تذبذب تزودها بالماء بعودة الانتظام في التزود في فصل تكثر فيه الحاجة للتزود بهذه المادة الضرورية. نقص في الخدمات الصحية والمداشر تستغيث تشهد بلدية السبت على غرار العديد من المناطق بربوع الولاية من نقص للخدمات الصحية التي لا توفرها سوى العيادة الوحيدة متعددة الخدمات بالبلدية مركز قبلة بطبيب واحد لأكثر من 40 ألف نسمة تفتقر للعديد من الخدمات الصحية، ما يضطر المواطن للتنقل إلى بلدية عزابة على مسافة 10 كلم بمرضاهم ونسائهم الحوامل ما يضع حياتهم على المحك لبعد المرافق الاستشفائية، أما المداشر هناك تستغيث منذ سنوات حيث تضطر الأمهات لقطع العشرات من الكيلومترات من أجل حقنة ولتلقيح اطفالهن ليبقى حال الخدمات الصحية على حاله رغم الاصلاحات الجديدة بتغيير الخارطة الصحية سنة 2007 من قبل الوزارة الوصية التي مست رياحها الولاية دون البلدية. غياب المشاريع السكنية يقضي على حلم سكان القصدير فقد سكان البيوت القصديرية بالبلدية الأمل في الحصول على سكن لائق يضمن لهم العيش الكريم بعد معاناة لازمتهم أزيد عن 20 وهو ما وقفت عليه ”الفجر” عند زيارتها حي ”لقواطة” القصديري، أين التقينا سكانه اشتكوا من التهميش وحرمانهم من الاستفادة من سكن لائق رغم توفر فيهم شروط ذلك منها عائلة ”ز. ك” المتقاعد من الحرس البلدي وزوجته ابنة شهيد يقطنون ببيت قصديري منذ أزيد عن 23 سنة بعد هروبهم من بطش الإرهاب في العشرية السوداء، حلمهم الحصول على سكن يؤويهم رفقة أطفالهم الخمسة والتخلص من الغرفة الوحيدة. لكن عدم وجود مشاريع سكنية في المدى القريب بخر أمله في ذلك، خاصة في ظل انعدام الوعاء العقاري بالمنطقة اين ناشدوا القاضي الأول في الولاية لإنصافهم وإنهاء معاناتهم على غرار العائلات التي تشاركهم نفس المعاناة بالحي القصديري. النهوض بالسياحة الجبلية مشروع يفك الخناق تضم البلدية مناطق جبلية ساحرة ومقومات طبيعية عذراء لم تمسسها يد الانسان ما يساعد على خلق السياحة الجبلية بها وهو مشروع قد اقترحته البلدية على الجهات الوصية في انتظار تجسيده، أين من المنتظر أن يسبقه إنجاز طريق ولائي يربط الولاية بولايتي قسنطينة وقالمة مرور بدوار قندولة الساحرة 70 كلم لفك العزلة عن البلدية وميلاد السياحة الجبلية، خاصة وأن مناطق عين السوق، غزالة، قندولة، والقلاعة تخفي سحر طبيعيا من صنع الخالق، ما سيجعل المنطقة قطبا سياحيا هاما خاصة وأنها بدأت تستقطب في فصل الشتاء مع تساقط الثلوج العشرات من السياح المحليين الوافدين من ولايات مختلفة للتمتع بجمالها الأخاذ. وفي سياق ذي صلة فقد اتصلنا هاتفيا بمير السبت لأخذ موعد معه من أجل تفاصيل أكثر عن واقع التنمية بالمنطقة، لكنه رفض على لسان سكريتيرته التي اعتذرت بالنيابة عنه بحجة أن المير مشغول باستقبال المواطنين ولا يمكنه ملاقاتنا.