أصابت نوبة طويلة من الضحك وأنا أقرأ أن الأمن الوطني قرر توظيف 1000 شرطي من أبناء الجنوب في إطار ما يعرف بتهدئة الأوضاع السياسية في الجنوب الكبير. أعرف أن عدد من المؤسسات الحكومية تعلن يوميا عن مثل هذه الخطط الإستراتيجية، وأن لونساج ولكناك تسارع من وتيرتها من أجل كسب قلوب أبناء الجنوب.. ولكنني مع قرار الأمن الوطني تخيلت أمورا مضحكة فعلا. تصوروا معي ألف شرطي من أبناء الجنوب.. ماذا سيفعلون يا ترى في الجنوب، بالتأكيد سيكونون ضمن قوات مكافحة الشعب، وعليه كيف ستختار الشرطة بنية هؤلاء المترشحين؟ وماذا تراها ستكون سياستها.. حتما سوف يقومون بالتحرى على أصحاب الاحتجاجات، ويحاولون استيعاب أكثر العناصر شغبا.. وبعد أشهر سيصير هؤلاء هم الذين يضربون ويفرقون احتجاجات رفاقهم السابقين.. سوف يقومون بعملهم، ولا يؤنبهم ضميرهم.. سوف يفرقون بعضهم البعض، لأن الشرطي عندما يكون قادما من الشمال سيشعرون بالحقرة أكثر، أما عندما يكون الشرطي ابن بلد فالحكاية أكيد ستكون هادئة نوعا ما.. وبالتالي في كل مرة أتأكد من عبقرية مؤسساتنا الأمنية والعسكرية. ما يحدث بالفعل لا يدعو للضحك.. ولكننا لا نستطيع التوقف عن ذلك.. فكل أمورنا كوميدية، وكل تحركاتنا مشبوهة ولا علاقة لها باحترام الإنسان وحقه في العيش الكريم.. لذا لا يمكن لنا إلا تحويل مهازلنا إلى ضحكات متقطعة.. أو إلى ضحك مجروح.. نشرت بتاريخ 22 أفريل 2013