يتخذ الخلاف بشأن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا رقعة أوسع بين روسيا والولايات المتحدةالأمريكية، حيث تتمسك واشنطن بموقفها الداعم للمعارضة وتتهم النظام باستخدامه السلاح المحظور، فيما ترفض موسكو طرحها وتصّر على عدم ثبوت استعمال أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، فيما وجه العراق وعلى لسان وزير خارجيته دعوة إلى الدول الكبرى للحيلولة دون وصول الدعم العسكري الإيراني إلى سوريا. اتهمت الخارجية الروسية واشنطن بتقديم تفسيرات غير دقيقة للوضع بشأن احتمال استخدام السلاح الكيميائي في سوريا ودعت إلى مراجعة المعلومات والتأكد من صحتها وكذا التوقف عن المزايدة في هذه القضية وجاء ذلك تعليقا على تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي التي قالت أن روسيا عرقلت عمل مجلس الأمن الدولي في ضمان وصول بعثة خبراء الأممالمتحدة إلى سوريا للتحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في الصراع الدائر في البلد وجاء في تعليق المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش نشر على موقع الوزارة أمس أن تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية لا أساس له من الصحة، مطالبا واشنطن بوقف المزايدة بخصوص هذه النقطة وضمان مراجعة المعلومات الموثوق بها حول احتمال استخدام السلاح الكيميائي في سوريا والتنسيق مع دمشق وأمانة الأممالمتحدة. ولم تتغير مواقف الدول الغربية ولا الأطراف المتصارعة في سوريا من الصراع الدائر بالمنطقة الذي يزيد من معاناة السوريين ويفرض حصارا واسعا على سكان المناطق التي تعيش معارك ضارية على غرار حمص، درعا وإدلب، ما أجبر الأممالمتحدة إلى توجيه دعوة لإقامة ممر إنساني آمن لمساعدة سكان حمص العالقين بين نيران القصف المتبادل بين الجانبين ودعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس والمفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس الأول إلى إقامة ممر آمن للمدنيين وعمال الإغاثة في محافظة حمص السورية وجاء في بيان مشترك لآموس وبيلاي أمس الأول أن نحو ألفين و500 شخص محاصرين في المدينة التي تتعرض للقصف والهجمات بالأسلحة الثقيلة وذكر ناشطون أمس أن قوات المعارضة قصفت بعض الأحياء الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد في حمص، فيما تتضارب الأنباء بشأن مكان النفوذ وإعادة السيطرة على المناطق الحساسة في البلاد. على صعيد آخر قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بلاده لا تستطيع منع إيران من نقل الأسلحة إلى النظام السوري عبر الأجواء العراقية، وأضاف في لقاء أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط الصادرة بلندن أن بلاده ترفض استخدام الأجواء العراقية لنقل الأسلحة إلى سوريا، مشيرا إلى عدم قدرة بغداد على منع تزويد الإيرانيين للنظام السوري بالأسلحة، مطالبا الدول الغربية بتقديم المساعدة الكفيلة بالحيلولة دون ذلك وأكد وزير الخارجية العراقي انتهاك هذه الرحلات الجوية لقرارات مجلس الأمن التي تحظر تصدير وتوريد الأسلحة من إيران وإليها، داعيا المجتمع الدولي لمنع استخدام الأجواء العراقية لتزويد سوريا بالأسلحة.