تشرع “الفجر”، ابتداء من نهار غد، في نشر كتاب “اعترافات قاتل إقتصادي” لمؤلفه جون بيركنز، وترجمة بسام أبو غزالة. يروي الكاتب في هذا المؤلف تجربته الشخصية، حيث يكشف كيف تتآمر المخابرات المركزية الأمريكية مع الشركات الكبرى، مثل هالي برتون وكذلك البنك العالمي وصندوق النقد، على دول العالم الثالث وتقرضها ديونا تعجز عن سدادها، فتتحول إلى “مستعمرات” اقتصادية أمريكية. يقول الكاتب في الفصل 15 المتعلق بالمملكة السعودية ومسألة غسيل الأموال:”عام 1974 أراني دبلوماسي سعودي صورة للرياض عاصمة بلاده، وكان من ضمن هذه الصور قطيع من الماعز ينقب بين أكوام القمامة خارج مبنى حكومي، وحين سألته عنها صدمني جوابه، فقد قال لي إنها الوسيلة الرئيسية في المدينة للتخلص من القمامة، وأضاف “نتركها للحيوانات لأنه ما من سعودي يحترم نفسه يمكن أن يجمع القمامة!. ماعز ! وفي أعظم مملكة نفط في العالم، شيء لا يصدق. في الوقت ذاته كنت ضمن مجموعة من المستشارين الذين بدأوا للتو محاولة إيجاد حل لأزمة النفط، وقد قادتني صورة الماعز هذه إلى فهم كيف يمكن هذا الحل أن يكون(....)”. ويقصد بأزمة النفط هذه أزمة سنة 1973، عندما حظرت الدول العربية في حرب 73 تصدير النفط لأمريكا والغرب، وكانت أول وآخر مرة يستعمل فيها النفط كسلاح في نزاعهم ضد إسرائيل. ومن هنا ربط الكاتب الذي هو قاتل إقتصادي، مثلما يعرف ذلك في مقدمة الكتاب، إلى تابع لأمريكا، حيث غير نمطها الإستهلاكي بصورة لم تعد أموال تصدير النفط تغادر المصارف الأمريكية إلا في شكل سلع استهلاكية.. وكما يروي كيف اسقطت بنما في شراك المصارف والمخابرات الأمريكية، وكيف قتل رئيسها الذي حاول أن يستقل بالقناة. ونفس الشيء عرفته نيكارغوا وكولومبيا التي حولت من بلد نام إلى أكبر منتج للمخدرات، وكيف تحولت الإكوادور وغاباتها الإستوائية إلى كارثة بيئية.. القتلة الإقتصاديون، يقول بيركنز، الذي هو واحد منهم، هم رجال محترفون يتقاضون أجرا عاليا لخداع دول العالم بابتزاز أموالهم، ويحولون الأموال من البنك الدولي كقروض، إلى خزائن الشركات الأمريكية التي توهمهم بالإستثمارات المربحة، وكل ذلك في شكل تقارير مالية كاذبة.. الكتاب صدر في أمريكا سنة 2004 بعد غزو العراق وكان على رأس قائمة أفضل المبيعات، قبل أن يترجمه الكاتب الأردني بسام أبو غزالة سنة 2012 إلى العربية..