ركز الإعلام الأجنبي في تناوله لخبر عودة رئيس الجمهورية إلى الجزائر، على نقطة عدم قدرة الرئيس في تسيير المرحلة القادمة، وتناولت إعادة تفعيل المادة 88 للواجهة، معتمدة في ذلك على تحليلات الصحف الوطنية، مع استحضار الحالة الصحية للرئيس التي أجمعت على أنها غير مستقرة، غير مغفلة في سياق آخر التعتيم الإعلامي الرسمي للحدث. وبحكم أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كان يتلقى العلاج بباريس، فقد جاءت أكثر التعليقات من العناوين الفرنسية، حيث عنونت جريدة ”لوباريزيان” موضوعها ب”عودة بوتفليقة للجزائر تفتح باب التساؤلات”، مضيفة أنه ”فرضا أن بوتفليقة لن يتقدم لعهدة رابعة، هل بإمكانه إنهاء عهدته التي تبقى منها بعض الأشهر فقط”، وخلصت للقول إن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية لا تعطي دلالات عن إمكانية تقدمه لعهدة رابعة. جريدة ”لوموند” عنونت مقالها بالفرجة والمفاجأة التي صنعتها عودة الرئيس للجزائر، ولم تغفل الإشاعات التي رافقت مرض الرئيس كنتيجة مباشرة للتعتيم الإعلامي الرسمي في تعاطيه مع ملف المرض. وأبرزت ذات الجريدة خيبة الأمل التي أصابت الراغبين في تولي منصب الرئاسة وجميع المرافعين لاستخلاف بوتفليقة قبل انتهاء عهدته، وقالت إن أكثر المتضررين من مرض الرئيس هم الوزراء، وأن وزارة الخارجية صعبت مهمة تعاملها مع المرض، وعلقت على السلبية التي تتعامل بها الطبقة السياسية مع الأوضاع. عناوين فرنسية أخرى، أجمعت على أن عودة الرئيس ورغم ما رافقها من تعتيم إعلامي، إلا أنها أثلجت صدور الجزائريين وأشعرتهم بالطمأنينة. من جهتها، قدمت قناة ”سي. أن. أن” الأمريكية خبر عودة الرئيس نقلا عن الوكالات الأخرى، مستعيدة الانشغال الدائم في الجزائر حول تفعيل المادة 88، من خلال إعفاء الرئيس من مهام الرئاسة بسبب المرض وتقديم المنصب لشخص آخر، رابطة الأمر بعدم قدرته على مواصلة المشوار، وقالت إنه ”بعد رحلة علاج دامت 81 يوما بفرنسا، أبعدته عن المشهد السياسي في البلاد، فتح من خلفه صراعات كبيرة بين السياسيين الذين طالبوا بتفعيل المادة 88 من الدستور”. هيئة الإذاعة البريطانية، كانت أكثر المواقع اعتدالا في تناول عودة ومرض الرئيس، من خلال الاكتفاء بعوامل بناء الخبر، وسرد تنقله من باريس باتجاه الجزائر، مشيرة إلى أنه ”سيتابع فترة راحة وإعادة تأهيل بالجزائر”.