عاد الحديث عن المساعي السلمية لحل الأزمة السورية بعد فتور المحادثات بين كبرى الدول وغياب اللقاءات الخاصة بلم شمل النظام والمعارضة على طاولة واحدة لبحث الخيارات المرضية للجانبين، حيث يحضر المجلس الأوروبي لاجتماع تحتضنه بروكسل الاثنين، فيما يلتقي في اليوم ذاته بموسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل لبحث الأزمة. تجدد الكلام بخصوص السلام المنتظر في سوريا ووضع حد للحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد وتمتد انعكاساتها إلى حدود الدول المجاورة بعد فشل كل المساعي السابقة في جمع النظام السوري والمعارضة إلى طاولة حوار مشترك من شأنها فضّ النزاع بالمنطقة وتحرير السوريين من مخالب القتال الذي يفتك يوميا بالأبرياء ويضاعف حجم المعاناة الإنسانية لمن لا يزالون تحت حصار المدافع والطائرات الحربية أو الفارين من الحرب ودوي القصف اليومي الذي يستهدف مختلف مناطق دمشق، حيث تحضّر الدول الأوروبية لعقد مجلس مشترك هذا الاثنين بمدينة بروكسل لدراسة الوضع بالمنطقة بعد أن أفل وهيج الخطوة الأوروبية القاضية بدعم المعارضة بالأسلحة وسط انتشار مخاوف من وقوع هذه المساعدات الحربية بأيدي المتشددين وانعكاس هذه الخطوة على الدول الداعمة وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا، فيما يلتقي في القارة المجاورة يوم ال 22 الجاري بالعاصمة الروسية موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل حسب ما جاء في بيان للخارجية الروسية التي ذكرت أن اللقاء يهدف لبحث الوضع في المنطقة ودراسة آفاق عقد المؤتمر الدولي الخاص بتسوية الأزمة السورية. لندن تتراجع عن تسليح المعارضة وباريس تتمسك بقرار الاتحاد ورغم تضارب الأنباء وتناقض التصريحات إلا أن تقارير إعلامية جديدة أكدت تراجع لندن عن قرار توريدها الأسلحة لعناصر الجيش الحر، ونقلت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر مقربة من الحكومة البريطانية أن هذه الأخيرة تخلت عن خطط تسليح المعارضة السورية وباتت تعتقد أن الأسد قد يبقى في منصبه لسنوات، مشيرة إلى إجراء برلماني اتخذ الأسبوع الماضي يحث على إجراء مشاورات مسبقة مع النواب، لكن ورغم المخاوف المتزايدة بشأن هذا الخيار لم تتنازل فرنسا عن مسعاها الداعم للمعارضة وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الأول أن بلاده ماضية في قرارها ولم تغير موقفها بشأن تسليح مسلحي المعارضة مع التمسك بعدم توريدها أسلحة فتاكة، ليصطدم القرار الأوروبي الذي اتخذه الإتحاد نهاية شهر ماي والقاضي برفع الحظر المفروض على شحنات الأسلحة الموجهة لعناصر الجيش الحر بعقبات عدة أولها بداية الانشقاق في الموقف الموحد الذي خرج به إجتماع الدول الأوروبية في ظل المخاوف من خطورة انحراف هذا الخيار عن مساره الحقيقي، خاصة أمام تزايد مطالب الائتلاف السوري التي تشدد على ضرورة وفاء كبرى الدول بوعودها الداعمة، ويطالب الائتلاف بتسلم معدات مضادة للدبابات والطائرات لمواجهة قوى النظام المدعوم بالأسلحة الروسية، كما يخطط الائتلاف لجمع المزيد من التأييد الدولي ويسعى جاهدا لتحريك عجلة المساعدات حيث ذكرت مصادر إعلامية أن وفدا سياسيا وعسكريا رفيع المستوى للائتلاف المعارض يتأهب لزيارة كل من باريس، لندن ونيويورك التي ستحتضن الجمعة القادم اجتماعا مع أعضاء مجلس الأمن لبحث الأزمة والأوضاع في سوريا واحتمالات انعقاد مؤتمر جنيف2 خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر سبتمبر القادم وإن كان الحديث بشأن انعقاده في الموعد المحدد لا يبعث على التفاؤل.