أقدم، صبيحة أمس، عشرات السكان بالحي القصديري درقانة 2 ببلدية برج الكيفان على غلق مقر البلدية، احتجاجا منهم على إقصائهم من عملية الإحصاء التي قامت بها المصالح المحلية عبر عديد أحيائها، وعدم استدعائهم لتحيين ملفاتهم لإدراجهم ضمن عمليات الترحيل التي ستكون الدخول الاجتماعي، ما خلق حالة من الاستياء في أوساطهم دفعتهم إلى الدخول في اشتباكات عنيفة مع مفوض الحي الذي ارتطم رأسه بالزجاج بعد دفعه من قبل المحتجين، وكذا عناصر الشرطة التي حاولت تهدئة الوضع لمنع أية محاولة للانتحار. شهدت أمس بلدية برج الكيفان فوضى حقيقية أثارها السكان المقصون من عمليات الإحصاء التي قامت بها المصالح المحلية، ولم يتم خلالها استدعاؤهم لتحيين ملفاتهم، الأمر الذي أثار حفيظتهم ودفعهم إلى الاحتجاج تعبيرا عن غضبهم من ”سياسة التهميش” المنتهجة ضدهم، بالرغم من حاجتهم الماسة إلى السكن، منددين في السياق ذاته باعتماد المصالح المحلية الإحصاء الوطني لسنة 2007 في عملية الترحيل، على اعتبار أن الكثير منهم قدم إلى المكان بعد هذا التاريخ، نتيجة الظروف المزرية التي يعيشونها في سكنات هشة وكذا في القصدير، غير أن مصيرهم لم يظهر لحد الساعة، ما خلق حالة من الغضب ما لبثت أن تحولت إلى اشتباكات عنيفة مع عناصر الشرطة وأسفرت عن تسجيل حالات إغماء وجرح رئيس لجنة الحي من خلال دفعه على الزجاج الخارجي لمقر البلدية، فضلا عن تسجيل محاولة انتحار قام بها كهل الذي حاول إشعال النيران في جسده باستعمال البنزين وتمزيق جسمه بقطع الزجاج. وأبدى هؤلاء عزمهم على التصعيد في حال استمر رفض رئيس المجلس الشعبي البلدي الاعتراف بهم وبوضعيتهم التي تستحق التدخل العاجل من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحميهم من معاناة القصدير، وكذا السكنات الهشة التي أضحت مصدر خطر على حياتهم، غير أنهم استغربوا قرار اللجنة المكلفة بالإحصاء التي قامت للمرة الثانية بتهميش حيهم، والإعلان عن القائمة التي همشوا منها وكانت الفتيل الذي أشعل النيران في أوساط بلدية برج الكيفان، ما ينذر بيوم ساخن في حال لم تتدخل السلطات لتوضح الأمر للسكان وتهدئة الأوضاع بالمنطقة.