أدّى التهاطل المعتبر للأمطار الصيفية بالمناطق المتاخمة للحدود الجزائرية إلى تهيئة الظروف البيئية الملائمة لتكاثر الجراد الجوال، فقد سهلت موجة الأمطار القوية التي تساقطت على بلدان الساحل عملية فقس يرقات الجراد، ما يؤدي إلى تضاعف انتشار تجمعات الجراد، خاصة بعد أن تأكد وجود أسراب الحشرات الصغيرة منتشرة بالسودان وعلى وشك التشكل في النيجر ومالي. أعلنت المحطة الجهوية بغرداية التابعة للمعهد الوطني لحماية النباتات، أحمد سكوتي، عن إعادة تنشيط وتدعيم جهاز الوقاية والمراقبة لتفادي أي تسرب للجراد الجوال، والذي يتواجد عبر مجموع تراب ولايات الجنوب الجزائري منذ سنة 2012، مضيفا أنه قد تم تعزيز هذا الجهاز الذي يتشكل حاليا من مجموع المتدخلين في مجال مكافحة الجراد الجوال ، لاسيما مصالح الفلاحة والغابات والمعهد الوطني لحماية النباتات والحماية المدنية لولايات أقصى الجنوب وجنوب البلاد، بمشاركة الفلاحين والمجتمع المدني. ولمواجهة الخطر المحدق بالمساحات الفلاحية الجزائرية، تقرر أيضا إعادة تفعيل خلايا اليقظة في مختلف البلديات والمناطق بهذه الولايات والتي تتشكل من أفراد مؤهلين قادرين على تقديم معطيات مؤكدة حول أي ظهور لأسراب الجراد الجوال، وتنتشر حاليا فرق المستكشفين ومكافحة الجراد في الميدان والتي تقود عمليات برية فيما توجد فرق أخرى في طور التجنيد، علما أن الجهاز الوطني للاستشكاف ومكافحة الجراد “يدعم بصفة مستمرة في مختلف مناطق الوطن بالوسائل البشرية والمادية الخاصة بالمكافحة والمعالجة”. ويجوب نحو عشرين فريقا لمكافحة الجراد والاستكشاف مزودين بالوسائل ومواد المعالجة الأقاليم الشاسعة لولايات الجنوب، ويرصدون عن قرب أي نشاط للجراد ويقومون بتقييم الوضع ميدانيا، حسبما كشف عنه المسؤول الجهوي للمعهد الوطني لحماية النباتات، مشددا في السياق ذاته على أن المكافحة تبقى مستمرة ضد هذه الحشرة الضارة سيما على مستوى بؤر تكاثرها في المناطق الجبلية بأقصى الجنوب (الأهقار والطاسيلي آزجر)، وتدعو ملاحظة انتشار الجراد بالدول المجاورة إلى اتخاذ التدابير الوقائية التي تسمح بتحديد بقع الانتشار وتدميرها كما أكد السيد سكوتي. ونصح المصدر نفسه الفلاحين “بتوخي الحذر والتحلي بسلوك المواطن المتحضر وذلك بإبلاغ أقرب المصالح الفلاحية فور ظهور الجراد بما يسمح بتنسيق الجهود وضمان التدخل السريع”.