استطاعت حديقة صوفيا، بالقرب من البريد المركزي بالجزائر الوسطى، أن تسترجع صورتها الطبيعية بعدما أصبحت مصدر إزعاج للعديد من سكان المنطقة، وكانت المكان المفضل للعديد من المنحرفين والمتشردين الذين ينامون بأرجائها، وهو ما جعل العائلات تنفر منها. زيارة قادتنا إلى حديقة ”صوفيا” للتعرف على الحلة الجديدة التي ظهرت بها منها تحول المكان إلى حديقة تسلية بعدما تم تجهيزها بألعاب الأطفال، وهناك التقينا برئيس فرقة تهيئة الحديقة التابعة للمؤسسة الوطنية لإعادة تهيئة المساحات الخضراء ”إيديفال”، ابراهيم بولشمال، الذي قال إنه رغم الأهمية التي تكتسيها المساحات الخضراء إلا أن العديد منها ظلت لسنوات مهملة ومرتعا للمشردين والمنحرفين، على غرار حديقة صوفيا بمحاذاة البريد المركزي التي شهدت نفور العائلات، رغم إعادة تهيئتها، وذلك بسبب سمعتها السيئة وخوفا من الاعتداءات، ما تطلب إعادة بعثها من أجل أن يقصدها الناس بعد انتهاء فترة عملهم وتحولهم إلى التقاعد، أين يرغبون في قضاء وقت مريح جماعي يجتمع خلاله كبار الأحياء من أجل تبادل الحديث والترفيه عن النفس، خصوصا أنه لا شغل لديهم وملجأهم الوحيد هو التسامر وتبادل أطراف الحديث مع غيرهم من كبار السن حتى يروحوا عن أنفسهم، ويغيروا بعضا من جو الروتين اليومي. وكان تجهيز حديقة صوفيا بمختلف ألعاب التسلية خاصة بالأطفال وتهيئة المساحات الخضراء التي تحتويها، من أشجار على اختلاف أنواعها، جعلها تتحول إلى حديقة بطابع آخر، حيث تفتح أبوابها على الساعة الثامنة صباحا إلى غاية السادسة مساء، وتقوم المصالح الخاصة بغلق الباب الرئيسي للحديقة تفاديا لدخول المنحرفيين للمكان. وما ساعد على تأمين المكان هو تواجد مركز للشرطة ”التجمع الثامن” وكذا الحاجز الأمني أمام ”صوفيا” الذي ساعد على توفير الأمان بالمنطقة، بالتنسيق مع لجنة السكان التابعة لبلدية الوسطى. وقال محدثنا إن هذه العملية تدخل في إطار عملية تطهير محيط الجزائر العاصمة بدءا بأحياء بلديات العاصمة لإعطائها الطابع الجمالي الجذاب، كما كانت عليه في السابق، بالاستعانة بكل الوسائل المادية والبشرية التي سخرت لإنجاح هذه العملية. وحسب مصادر موثوقة من مؤسسة ”نات كوم” فقد سخرت لإنجاح هذه العملية حوالي 500 عون للنظافة إضافة إلى 4000 عون يقومون بجمع النفايات يوميا، علاوة عن مساهمة عدة مؤسسات ”كايديفال” التي تتكفل بالمساحات الخضراء و”أسروت” المختصة في التنظيف ومؤسسة ”ايرما” المختصة في الإنارة العمومية. وكانت عدة عائلات بالجزائر الوسطى قد أعربت عن حاجتها الماسة إلى مكان للراحة، فالرغم توفر حديقة مجاورة لهم، إلا أن نقص الأمن والاعتداءات التي يتعرض لها مرتادوها أصبح السبب المباشر في عزوفهم عنها، بعد تسجيل العديد من الاعتداءات.