صدر، مؤخرا، عن دار الاختلاف، مؤلف جديد للدكتور فتحي المسكيني، أستاذ الفلسفة في جامعة تونس. الكتاب جاء تحت عنوان ”الكوجيتو المجروح: أسئلة الهوية في الفلسفة المعاصرة”، وهو من الحجم المتوسط جاء في 244 صفحة، حيث تطرق الدكتور إلى درس علاقة الاتصال بين المقاربات التحليلية والظواهرية التأويلية للفعل يتلقى تعبيره الأكثر نضجا في كن أنت مثل الآخر بنشر الأسئلة الفلسفية المتواصلة: من يتكلم؟ من يفعل؟ من موضوع التهمة الأخلاقية؟. يترك الكاتب الفيلسوف ريكور ليقدم آراءه في الكوجيطو ومن ورائه مجموع فلاسفة الكوجيتو الذين أعطوا وضعية مؤسسة للذات المؤسسة، مهملا في نفس الوقت فلاسفة اللاكوجيتو. كل هذا كرائد له التمييز بين وجهين للهوية هما: الهوية المتماثلة والهوية الغيرية التي تتلاحق على مستوى الهوية السردية، فداخل هذه الخانة ستتطور جدلية المثل والآخر وتتحول إلى نظرية حول الفعل الأخلاقي، حيث تضمنت ثلاث قواعد متصلة، فيما بينها هي: الغائية والمؤسسة والأخلاق التي تأخذ الرغبة في حياة خيرة محورالدراسة تي ديونيطولوجية الأخلاقية التي تعني سلطة المعيار وخاصية العالمية لأنه بالعودة إلى الحكمة العملية تعود القدرة للتفاوض حول أحسن وأفضل توازن بين عالمية وخصوصية الحالات والمواقع الإنسانية ص 119) الحكمة التراجيدية التي لا تتوقف عن تذكيرنا بالطابع المأسوي واللانهائي للكوجيطوفي للصراعات التي يتضمنها كل فعل إنساني ص201. ومن هنا يرتسم آخر وجه للكوجيتو المجروح، فالغيرية لا تضاف من الخارج للذات بل مكونة لهويته ووحدته نفسها. وهذا ما يجعلنا بالضرورة نحدد وجوها كثيرة للسلبوية الغيرية عبر التاريخ في الأخر في الدم وصوت الضمير الأخلاقي الذي يمثل في نهاية الأمر الغيرية القصوى. لقد وعد ريكور قراءه بتطوير فلسفة متعالية من خلال ياسبرز، التي ستكون في نفس الوقت تعبيرا شعريا عن الإرادة الملتزمة، لكنه لم يف بذلك ولاحقا ومع مرور السنوات تحولت فلسفته إلى فلسفة بدون مطلق.