دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى دعم الجهود الدولية من أجل تسوية الأزمة السورية، كما اعتبر الرئيس الروسي فلادمير بوتين الحل الدبلوماسي الخيار الأنسب لطي صفحة النزاع في المنطقة، فيما رفض الرئيس السوري بشار الأسد الحوار مع من يصفهم بالإرهابيين معتبرا مسألتا السلاح والتدخل الخارجي عقبتا الحوار بين السوريين. قال لافروف في اجتماع للمنظمة التي تضم أرمينيا وبيلاروسا وكازاخستان وقرغيزيا وروسيا وطاجكستان أن الوضع في المنطقة مقلق للغاية فبالإضافة إلى تداعيات الصراع على الدول المجاورة تخلق العواقب السلبية المزيد من التعقيد للمسألة التي تنعكس على منظومة القانون الدولي، وأضاف الوزير في الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الخارجية والدفاع ولجنة أمناء مجالس الأمن القومي في دول المنظمة، المنعقد في سوتشي، أن شركاء روسيا يدركون ضرورة التعجيل بفتح الحوار بين الأطراف السورية المتنازعة، ودعم جهود المجتمع الدولي المرتبطة بالقضية خاصة تلك المتعلقة بالاتفاقية الروسية-الأمريكية بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية، كما قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين أن الأزمة السورية تشكل خطرا كبيرا على دول منظمة معاهدة الأمن الغذائي التي يهددها خطر انتشار الإرهاب، مؤكدا أنه من الضروري التوصل إلى مواقف مشتركة بشأن هذه القضية خلال الاجتماع الذي عقد أمس، موضحا أن تسوية الأزمة السورية بوسائل دبلوماسية تصب في مصالح جميع دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي. الأسد ”نجاج ‘جنيف2' مرهون بوقف دعم الإرهاب في المنطقة” على صعيد آخر جدّد الرئيس السوري بشار الأسد تأكيده على توفر كل مؤشرات الحوار بين السوريين بما فيها تلك المتعلقة بقيادة البلاد، نافيا وجود خطوط حمراء تعيق سبل المصالحة بين أبناء البلد الواحد باستثناء مسألتي السلاح والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدمشق، مشيرا إلى رفضه مبدأ وقف إطلاق النار مع من يصفهم بالإرهابيين، وأضاف الأسد في مقابلة مع التلفزيون الصيني بثت يوم أمس أن نظامه مستعد للاجتماع على طاولة حوار مشترك لدراسة كل المقترحات المرتبطة بالدستور والقوانين وغيرها من الأمور التي تشغل المهتمين بمصير سوريا ويكون الشعب هو السيد فيها بما فيها تغيير نظام الحكم إلى برلماني أو أي خيار آخر يخدم مصلحة البلاد ويُنهي الحرب الأهلية التي تعيشها سوريا منذ أزيد من سنتين ونصف، وأبدى الأسد استعداده التنازل عن الحكم إذا قرّر الشعب ذلك، رافضا الانصياع لطلبات الدول سواءا كانت صديقة أو عدوة لدمشق سواءا تعلق الأمر بالولاياتالمتحدةالأمريكية أو روسيا، ولم يفصح الرئيس السوري عن نيته في الترشح للرئاسيات القادمة التي تفصل سوريا عن موعدها 9 أشهر كاملة، موضحا أن الحديث عن هذه الخطوة سابق لأوانه والقرار الأول والأخير راجع للشعب. كما جدّد الأسد دعمه للمبادرة الروسية المرتبطة بمؤتمر ”جنيف 2” الذي يرجح العمل السياسي على العسكري، موضحا أن نجاح المؤتمر الدولي مرهون بوقف تمويل الإرهابيين ودخولهم من خارج البلاد، مشيرا إلى أن الإشكال المطروح لا يرتبط بالحكومة السورية ولا بروسيا والصين بقدر ارتباطه بالدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تريد الوصول إلى جنيف بعد تحقيق مكاسب لصالح المعارضة، مكررا قبوله الحوار مع من يتخلى عن السلاح ويختار الخيار الدبلوماسي بديلا للحل العسكري، واعترف الرئيس السوري بامتلاك بلاده كميات من الأسلحة الكيماوية تعود بدايات إنتاجها إلى ثمانينات القرن الماضي وأن هذه الأسلحة موجودة في مناطق أمنة تحت سيطرة الجيش السوري بصفة كاملة وحكومته مستعدة للتعاطي مع قرارات مجلس الأمن بخصوص هذا الموضوع وهي ملتزمة بكل المعاهدات التي وُقّعت.-