عكس الطبعة السادسة السابقة التي عرفت سوء تنظيم كبير في جوانب متعددة، افتتحت الدورة السابعة في ظروف عادية ميزها حفل بسيط أعطى مستوى مقبولا وترك انطباعا لدى المختصين أنّ المهرجان بدأ ينضج بعد كل طبعة، حيث مرّ بردا وسلاما على المحافظة المنظمة لهذا الحدث العربي، الذي لم يسلم من الانتقاد منذ رحيل حمرواي حبيب شوقي. ^حفل الافتتاح السابع لمهرجان وهران للفيلم العربي، سهرة أول أمس، عرف حضور رسمي مثله والي الولاية وشخصيات عسكرية وكذا وجوه فنية جزائرية وعربية معروفة، على غرار الممثل أسعد فضة، ديما قندلفت ونادر القنا الذي عوض المخرج حاتم علي الغائب بسبب الأحداث التي تشهدها بلاده، باسل الخطيب، صباح الجزائري من سوريا، وفاء الحكيم، دعاء طعيمة، ليلى الطاهر، شريف مندور من مصر، كارمن لبس من لبنان، أحمد حلمي، مصطفى عريبي وعبد الباسط خليفة والفنانة أمال بوشوشة، حسان بن زراري من الجزائر وغيرهم، إلى جانب تواجد جماهير متواضعة داخل قاعة المؤتمرات بفندق ”الميريديان”. ورغم التأخر الذي شهده حفل الافتتاح المهرجان بقرابة الساعة، استطاع أن يتجنب تكرار الأخطاء التي وقع فيها خلال الطبعات السابقة، لاسيما من حيث التنظيم وبرمجة فقرات السهرة الافتتاحية التي كانت في أغلبها مملة وباهتة، كما جرت العادة. وفي السياق أكدّ والي ولاية وهران، في كلمة قصيرة له، أنّ المهرجان فرصة لاستضافة فرسان الكاميرا ونجوم السينما العربية وتبادل الخبرات بين الضيوف ونظرائهم من السينمائيين الجزائريين. وقال المخرج أحمد راشدي، الرئيس الشرفي للدورة السابعة، إنّ الشيء الأساسي في الفعالية أنّها تهتم بالفيلم العربي، إذ يجب الاهتمام بالحدث الذي تحتضنه وهران كل سنة بالنظر إلى كونه وصل إلى مرحلة نضج واضحة رغم بعض النقائص ولكننا لازلنا نتعلم وما يهمنا هو مشاهدة أعمالنا، كما يعدّ فرصة للتعبير عن انشغالات زملائنا في العالم العربي الذي يعيش اليوم المآسي. وأشار إلى أنّ مهرجان وهران ساهم في إيصال الفيلم العربي إلى الجمهور العربي الواسع. يذكر أنّ التظاهرة كرمت، سهرة أول أمس، الثلاثي الممثل أسعد فضة، ليلى الطاهرة الملقبة ب”قارورة العسل” من مصر والجزائر أحمد راشدي، ويشارك فيها 38 فيلما داخل المنافسة الرسمية موزعة بين 18 فيلما قصيرا، أفلام وثائقية و14 فيلما طويلا. نذكر منها ”أزهار التويليت” فيلم قصير للمخرج وسيم القربي من تونس، ”على مدّ البصر” للأردني فادي أصيل المنصور، و”عالم ليس لنا” وثائقي للمخرج اللبناني مهدي فليفل وغيرها، بالإضافة إلى بانوراما الفيلم الوطني التي تضم كل من ”التين البربري”، ”الصرخة”، ”المرأة الفاتنة”، وأخرى. وفي السياق افتتح الدورة السابعة فيلم المخرج جاك شاربي تحت عنوان ”سلام في سن البراءة” أنتج سنة 1964. يروي قصة مناضل ضد الفكر الاستعماري، اعتقل سنة 1960، من طرف القوات الفرنسية وسجن قبل أن ينال حريته لأسباب طبية، وهاجر إلى تونس أين حكم عليه غيابيا بسنتين، ليستقر بالجزائر بعد الاستقلال قبل استفادته من العفو. اعتبر العديد من النجوم السينمائيين العرب المشاركين في الطبعة الجديدة من المهرجان، بمركز الاتفاقيات ”محمد بن أحمد” بوهران أن هذه التظاهرة أصبحت محطة هامة وموعدا بارزا في عالم السينما العربية. وفي هذا الإطار أوضح الممثل السوري أسعد فضة الذي يشارك أيضا من خلال ”مريم” الذي يتنافس ضمن فئة الأفلام الطويلة، قائلا:”أنا فخور بمشاركتي في هذا المهرجان الهام الذي يجمع الأسرة السينمائية العربية لذا يجب على الجميع المساهمة في إثرائه كما أنني أتوقع له المزيد من النجاحات والازدهار”. وأعرب المتحدث عن امتنانه الكبير بهذا التكريم الخاص على حد وصفه، خاصة أن الفنان الذي يكرم في بلد يكن له الحب الكبير يكون له معنى كبير، كما أن جسور تاريخية قوية ومتينة تربط الشعبين الشقيقين الجزائري والسوري. من جهتها أبرزت الممثلة المصرية ليلى طاهر أن مهرجان وهران للفيلم العربي بات يجسد واحدة من المعاني للوحدة والتضامن العربي، وأصبح يشد أنظار مولعي الفن السابع من داخل وخارج الوطن العربي، معربة عن سعادتها الكبيرة بالتكريم في هذه الطبعة. وبدوره ثمن المخرج الجزائري أحمد راشدي الذي حظي هو الآخر بالتكريم الأشواط الهامة التي قطعها مهرجان وهران منذ نشأته، مبينا أن هذا الموعد هو الوحيد من نوعه الذي يختص حصريا بالفيلم العربي دون سواه. وذكر راشدي، وهو الرئيس الشرفي للتظاهرة، أن مهرجان وهران سمح ببروز وجوه سينمائية شابة وساهم أيضا في الترويج لأعمال سينمائية روائية جادة وببروز نقاش مفيد لتطوير وعصرنة الصناعة السينمائية العربية. وهران / حسان مرابط
أصداء الطبعة ال7 من المهرجان لم يعزف النشيد الوطني الجزائري في هذه الدورة السابعة، عكس الدورة السابقة التي وقف فيها الجميع جزائريون وعرب تحية للعلم و إجلالا للوطن، حيث تمت برمجة أغان وطنية بعنوان ”الحرية” ضمت كل من نشيد جزائرنا، موطني، عليك مني السلام أدّتها فرقة ”الحرية”. عبرّ الممثل السوري أسعد فضة، لحظة تكريمه، عن سعادته بتواجده في الجزائر وتكريمه في مهرجان وهران، ونوه بالعلاقة الخاصة التي تجمع سوريا والجزائر، قائلا:”الجزائر تعيش دائما في سوريا بوجود الأمير عبد القادر”. جمهور متواضع حضر افتتاح الدورة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي، وهو ما جعل الحفل يمر في ظروف عادية عكس الطبعة السابقة، ناهيك عن التنظيم المحكم في شتى الجوانب. الفنانة المصرية التي لقبها إحسان عبد القدوس ب”قارورة العسل”، ليلى الطاهر، تحل بالجزائر لأول مرّة، و تمنت ليلى أن تكون هناك زيارات أخرى لهذا البلد الجميل. تمكنت الفنانة وبطلة مسلسل ”ذاكرة الجسد” أمال بوشوشة، من لفت الأنظار واستقطاب عدسات الكاميرا أكثر من نجمات الفن العربي، حيث راح المصورون يلتقطون لها صورا عديدة وهي ترتدي زيا جزائريا عصريا. راشدي لم ينس صديقه كاتب ياسين، حينما سرد قصة صغيرة طريفة ذات معنى كبير جرت بينهما في الماضي.