شن رجال الأمن، ليلة أول أمس، مداهمة بأحياء بلدية القليعة، بعد أسبوع فقط من تمكنهم من وضع حد لشجار عنيف نشب بين شبان حي بن عزوز، كاد يتحول إلى ما يسمى حرب العصابات في الأحياء. وتأتي هذه المداهمات في الوقت الذي تحتضن بلدية القليعة للمهرجان الثقافي الأندلسي المغاربي، الذي انطلق منذ الخميس الفارط ويمتد إلى نهاية الأسبوع، وأضحى يميز سهرات القليعيين. وتحدثت ”الفجر” مع العميد محمد مقدم، رئيس أمن دائرة القليعة، عن قضية الشجار العنيف الذي نشب في شوارع بن عزوز، وعن السبب الحقيقي وراء نشوبه، حيث أكد أن السبب تافه جدا ولكن رغم ذلك كاد يتسبب في كارثة، حيث يتعلق الموضوع بمسبوق قضائي كان بصدد الدخول لمقهى أنترنت، قبل أن يلتقيه شاب آخر ويقول له”إنك اليوم أنيق هل سبب ذلك أنك أصبحت عاقلا؟”، لكن المسبوق القضائي رد عليه أنه لن يهدأ له خاطر حتى يضرب أحدا بسكين، وهو ما وصل إلى مسامع شاب آخر بينهما مشاكل، الأمر الذي جعل هذا الشاب الثالث يتوجه له ويقول له إذا كان كلامه هو تلميح بشأنه، ليدخلان في مناوشات وضرب بالأسلحة البيضاء، قبل أن يتدخل أصحاب الشابين من الجهتين في محاولة منهما لشن معركة حقيقية، مستعملين فيها الزجاجات الحارقة التي تسمى ”المولوتوف”. التحرك السريع لرجال الأمن من خلال وضع الشبان الذين جاءوا لإيداع شكوى ضد الجهة الأخرى في الحجز، وكذا وضع ”أولاد الحومة” المشتبهين في أمرهم الحجز، كإجراء احترازي ساعد كثيرا في التحكم في الوضع، قبل أن يوسع رجال الأمن عمليات التفتيش ومراقبة الحي على مدار 24 ساعة خلال 5 أيام، أين أسفرت عمليات التفتيش عن حجز 41 قارورة، بالإضافة إلى دلوين بلاستيكيين مملوءين بالبنزين.. أي أن الشاب الذين أرادوا ”الثأر” لصاحبهم، كانوا بصدد شن معركة بهذا الحي المعروف بكثرة سكانه وأزقته الضيقة. ووفقا لذلك تم إيداع 13 شخصا الحبس المؤقت بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة مع وجود ثلاثة في حالة فرار، ووضع قاصر في مؤسسة إعادة التربية. وأكد المسؤول الأول للأمن على مستوى دائرة القليعة، أن الحس المدني للمواطنين القاطنين بالحي، وإبلاغهم عن التحركات المشبوهة داخل الحي عن طريق الخط الأخضر 48/15، كان له الأثر البالغ في التحكم في زمام الأمور. إزاحة الفوضى من زنقة وهران يريح حياة سكانه في سياق آخر، تأتي هذه المداهمات بعد عمليات نوعية قام بها رجال الأمن في تطهيرهم لحي بن مهيدي المعروف بزنقة وهران، من الباعة الفوضويين الذين غزوا المكان، بعد منحهم محلات تجارية بسوق المكسيك، وهي العملية التي لقيت استحسان العائلات القاطنة بالحي. ويأتي هذا ”التطهير”، حسب رئيس الأمن، على خلفية الشكاوي العديدة والمتكررة للسكان، حيث قام رجال الأمن رفقة السلطات المحلية بنزع اللافتات العشوائية للمحلات التجارية، وكذا الأقمشة التي كان يغطي بها التجار الفوضويين طاولاتهم. واليوم استعاد الحي طريقه وتمكنت العائلات من ركن سيارتهم أمام منازلهم، إلى درجة أن أحد القاطنين قال أنه منذ 20 سنة لم يركن سيارته أمام منزله. وفي حي كركوبة، قامت مصالح الأمن بإبعاد الباعة الفوضوين وحجز سلع بقيمة 17مليون سنتيم من تاجر احتل جزءا كبيرا من الرصيف وظل يدعي لسنوات بعلاقته الوطيدة برجال الأمن، قبل أن يتبخر ادعاؤه ويدرك الناس أنه كاذب. وفي نفس السياق، سيتم بمجرد منح التجار الفوضويين بشارع الإخوة صالح، المعروف بزنقة الطبابخة، بتطهيره من الفوضى ليتمكن سكانه أيضا من العيش في الهدوء والراحة. وبملخص بسيط عن عدد القضايا المسجلة على مستوى أمن دائرة القليعة، يقول العميد مقدم أنه تم تسجيل من شهر جانفي إلى غاية سبتمبر المنصرم 922 قضية تورط فيها 485 شخص من بينهم 24 امرأة، أسفرت نتائجها عن إيداع 177 شخص الحبس المؤقت، مع منح 307 استدعاءات مباشرة ووضع واحد تحت نظام الرقابة القضائية، وكلها تخص قضايا السرقة الشب والشتم والضرب. كما عرفت الجريمة خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة انخفاضا في مستوى الجريمة، حيث سجل شهر جويلية 156 قضية، شهر أوت 134 قضية، شهر سبتمبر 97 قضية.. وهو كله مرجعه للتواجد الميداني ولنظام ”أفيس” لرفع البصمات.