تطرق الأساتذة الباحثون المشاركون في الملتقى الدولي الرابع حول مجتمع المعرفة بين تحديات الواقع ورهانات المستقبل، المنظم من طرف قسم علم الاجتماع بجامعة جيجل، إلى جملة من المشاكل التي تحول دون قدرة الباحث على القيام بالدراسات اللازمة في الوطن العربي، منها عدم الأخذ بخصوصية المجتمعات العربية مما صعّب من مهمة الباحث العربي في فهم واقعه. وأشار هؤلاء الذين كان من بينهم أزيد من 60 أستاذا من جامعات الوطن وأستاذين من مصر، أن المجتمع العربي مجتمع ذو تشكيلة اجتماعية مميّزة تختلف عن غيرها من المجتمعات، غير أن الدراسات والأبحاث العربية لا تولي أهمية لهذه الخاصية في تحليل القضايا السوسيولوجية، إضافة إلى افتقار الحقل السوسيولوجي بالوطن العربي إلى نظريات ومفاهيم عربية، مبينين أن تكييف النظريات الغربية لدراسة الظواهر السوسيولوجية يتم بمنأى عن خصوصية مجتمع المعرفة بالوطن العربي، إضافة إلى مشكل نقص الإمكانيات المعرفية والمادية لدى الباحث السوسيولوجي العربي، الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة مساره المعرفي وعدم الاهتمام بالدراسات والأبحاث السوسيولوجية العربية من قبل الهيئات الحكومية. وتم التوضيح، خلال هذا الملتقى، أن العمل الفردي وغياب فرق البحث لدى الباحثين السوسيولوجيين بالوطن العربي يعرقل مسارهم المعرفي، والإحصائيات المتوفرة عند الباحثين السوسيولوجيين بالوطن العربي غير كافية وغير دقيقة. وشدد الباحثون على ضرورة تجاوز هاته المشكلات من أجل بناء مجتمع معرفي فعال، من خلال إجراء دراسات تولي أهمية لخصوصية مجتمع المعرفة ومتطلباته ومعطياته، والتخلص من تبعات الدراسات الغربية وضرورة طرح دراسات عربية من مناهج ونظريات، خاصة وأن مجتمع المعرفة يتميز باللاتجانس والاختلاف في تشكيلاته الاجتماعية. وأشار المتدخلون أنه في حال تكييف النظريات الغربية على مجتمع عربي لا بد أن يكون ذلك وفق أسس منهجية سليمة تعنى بمتطلبات مجتمع المعرفة بالوطن العربي ومعطياته، داعين المسؤولين بالدول العربية إلى إعطاء أهمية للدراسات والأبحاث العلمية وتطبيقها على أرض الواقع، وتوفير مخابر بحث تمكن الباحثين من إجراء دراسات مشتركة (في شكل فرق) ودراسات تجريبية تختبر مدى صدق البحوث النظرية.