بصراحة نقولها وبأعلى صوت : الضفة الغربية التي كانت ذات يوم تحت السيطرة الأردنية هي محتلة الآن أم محررة ؟ فإذا كانت محتلة فما هو دور ووضع السلطة الفلسطينية ومن يدور في فلكها من فصائل كانت ولعل بعضها مازال يحمل سلاحه بطريقة محتشمة ؟ فهل السلطة هي الأخرى محتلة أم إنها أسيرة تجاذبات لا معنى ولا قيمة لها ؟ وكيف لهذه السلطة أن يكون لها سفراء وهي تحت مظلة الاحتلال وكيف يكون لها وزراء وهم تحت نفس المظلة وقد قامت السلطة الصهيونية الفوقية ذات يوم باعتقال نواب ورئيس مجلس نواب وأمين سر حركة فتح ؟ وعساكرها ما زالوا يجوبون شوارع المدن والقرى ويهينون الناس ويقتلون ويعتقلون ويهدمون المنازل على رؤوس ساكنيها وأمام الرأي العام العالمي والسلطة الفلسطينية تتفرج وكأنها أو أنها بالفعل شاهد زور ؟ كيف يكون أمر هذه السلطة والمستوطنات قد غطت ما بقي من تراب فلسطيني وقد بلغت بمئات الآلاف كما غصت بالمستوطنين الذين أوشك عددهم أن يفوق عدد الفلسطينيين ونحن لا نملك إلا المناداة بتجميد البناء دون إلغائه حتى تستمر المفاوضات تحت ظل غول الاستيطان، وقد بتنا نحسن البكاء والنواح على الأطلال ؟ كيف لنا أن نتفرج يوميا وهناك سلطة تنادي باللا عنف وكأنها تتربع على بساط من حرير أو أنها تعيش فوق أرض حديقة لا نرى فيها غير الزهور والرياحين ؟ والأنفاق التي تم حفرها تحت القبة والمسجد لا يعرف أحد طبيعتها وحجمها وهو يعرف أهدافها بوضوح، ومع هذا فنحن نمارس دور شهود الزور ؟ نتمسك باللاعنف ويتمسكون بالعنف والطغيان، نستسلم لقرارات أمريكا، ويتمردون على العالم، ونبقى نستجير ونستكين ونبكي وننوح ثم نتحدث عن الثورة فأي ثورة تلك التي نتحدث عنها وأي قيمة لحامل سلاح للتحرير وهو غير محرر من القيود التي نفرضها عليه ؟ وباختصار شديد فقد كان جنوبلبنان محتلا تحت نظر ووجود السلطة اللبنانية غير أن المقاومة تحركت وتحركت وناضلت وسقط لها الشهداء ولكنها انتهت بدحر العدوان والاحتلال، ونحن نقول هنا أليس الأولى بالفلسطينيين أن يحيلوا الضفة الغربية إلى بركان من النيران المشتعلة وقاعدة لإطلاق الصواريخ وبنفس الطريقة التي تعامل بها الجنوبيون مع الاحتلال والجزائريون مع فرنسا ؟ ومتى كانت المفاوضات كافية للتحرير والبنادق نائمة ؟ ومتى كانت المفاوضات لتعطي نتيجة ما لم تكن تحت ظل البنادق ولعلعة الرصاص وأصوات الصواريخ ؟ أيها الفلسطينيون ثوروا على من أسكت رصاصكم وعودوا إلى خنادقكم فهي التي تحميكم وتحرركم وكفانا ذلا وهوانا وكفانا الصراخ والعويل على جثث وجراح عشرات بل ومئات الشهداء والجرحى الذين يسقطون ولا يخيفون يدفنون ولا يتفجرون وتزداد أعدادهم ولا يحررون....!