إنه وبدون إطالة أو مواربة عمل جبان وعمليات قذرة على كل المقاييس، وهذا نقوله بملء الفم على هامش آخر تفجير جرى في بيروت بمحيط السفارة الإيرانية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هذا العمل صادرا عن جهة تؤمن بالله أو تنتمي لأي نوع أو تيار من التيارات الإسلامية، وهذا الأسلوب الجديد والذي يستهدف الناس بشكل جماعي وعشوائي ودون تمييز، لا يمكن أن يكون نوعا من أنواع النضال ضد نظام معين أو دولة معينة، لأنه لا يوجه لهدف يتعلق بالنظام أو بحلفاء النظام، والإسلام صريح بتحريم هذا النوع من الحروب التي تشن عشوائيا وتلحق الأذى المحقق بأناس مجهولين ولا ذنب لهم إلا أنهم صادف مرورهم أو تواجدهم أثناء التفجير في المكان الذي حصل فيه ذلك التفجير، ولنتحدث بشكل مباشر عن تفجير الأمس الذي قيل بأنه استهدف السفارة الإيرانية والتحقيقات أثبتت أن السفارة كانت الأقل تضررا من البنايات المجاورة لها، أما الدبلوماسي الذي استشهد في هذا التفجير فقد كان خارج السفارة وصادف مروره هناك مثل أي مواطن آخر، أما المئة وخمسين جريح وال24 شهيدا فإنهم جميعا من المارة ومن سكان العمارات المجاورة، فكيف نتعامل مع هذا الحدث على أنه جزء مما يدعونه بحرب التحرير لسوريا ؟ وكيف نحسبه كجزء من نضال كما يزعمون لتحرير سوريا وتحويلها إلى ”جمهورية ديمقراطية شعبية” يعيش فيها الناس سواسية أمام القانون كما هو ”الحال” في المملكة العربية السعودية وبعض مشيخات الخليج ”الديمقراطية” ؟ إن هذه التفجيرات إرهابية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني البشاعة والقذارة والنذالة والحقد الأعمى، وإذا كان هؤلاء قد أعلنوا الجهاد المزعوم أو المزيف في سوريا وهاهم يعلنونه في لبنان وقد أعلنوه في العراق قد أخطأوا الطريق وضلوا ضلالا مبينا، فطريق الجهاد هي طريق القدس وأرض الجهاد هي فلسطين، وإذا كان هؤلاء يظنون بأنهم إنما يذودون عن الإسلام فإننا نقول لهم بكل شفافية إن الإسلام أبعد ما يكون عن أي نوع من أنوع هذه الحرب الإرهابية التي تهدف إلى ترويع الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ، وإذا كنا نقول بتحريمها على الأرض العربية إذا ما استهدفت بعض المؤسسات الدبلوماسية كالسفارات والوزارات، فإننا أيضا نقول بتحريمها مع الكيان الصهيوني لأن للحرب مواثيق وقوانين وخطوطا حمرا لايجوز تجاوزها ولا يجوز اختراق أو امتهان ما ينظمها من القوانين، والتفجيرات هي أقسى وأقذر أنواع الحرب الهمجية التي عرفها العالم حديثا وبرعاية دولية إقليمية وأمريكية... وهي قد ألحقت الأذى بكثير من بلداننا الإسلامية تحديدا كما هو الحال في بلاد الأفغان وباكستان والصومال ولبنانوسوريا ثم العراق إنها الجريمة ولا علاقة لها بأي نوع من أنواع النضال من أجل تغيير نظام أو تحرير شعب، فهي على العكس جرائم متنقلة ترتكب بحق الإنسانية وممنوعة شرعا وقانونا فليتق الله فيها مشجعوها وممولوها فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.