هددت نقابة أرسيلور ميتال ”المستقلة” بشل المركب كليا وبشكل مفتوح، في حال سمحت الإدارة الفرنسية لممثلي الاتحاد العام للعمال الجزائريين بالتدخل في شؤون هذا الأخير، خصوصا مع الشروع في ضخ أغلفة مالية هامة خاصة بإعادة تجديد وتهيئة معدات وورشات الحجار. واعتبر الأمين العام للنقابة المستقلة للحجار كشيشي داود أن الأمين العام الولائي ومن ورائه المحلي للمركزية النقابية ”مافيا فساد تطمح لانتهاز الفرص المرصودة بظرف أموال الاستثمار البالغة الحصة الأولى منها 63 مليار دولار”، مضيفا أن اللهجة الاحتجاجية ستكون قوية إذا تم السماح للمعنيين بولوج بوابة المركب. وأضاف كشيشي أنه ستتم عملية مباشرة إضراب تام عن العمل خصوصا بعد انسحاب أعضاء لجنة المساهمة من الاتحاد العام للعمال الجزائريين مؤخرا، وانضمامهم للنقابة المستقلة التي تحضر أرضية عمل ”ترمي للحفاظ على هذا الصرح الاقتصادي من الانهيار، وقد كانت انطلاقة نشاط الفرن العالي أولى ثماره”. واعتبر المتحدث أي تعاطي للإدارة الفرنسية مع عيسى منادي أو محمد الطيب حمارنية ”ضربا لاستقرار المركب وإدخاله في دوامة جديدة، على اعتبار أن المعنيين تربطهما بشكل مباشر أو غير مباشر مصالح متعلقة بصفقات شركات مناولة تتعامل مع إدارة أرسيلور ميتال، ما يعني وجوب تواجدهما في المركب بشكل أو بآخر لإدارة الأعمال التي تبقى بيت القصيد في صراع النقابة المستقلة مع ممثلي المركزية النقابية”. تجدر الإشارة إلى أن النقابة المستقلة لأرسيلور ميتال، كانت قد وجهت نسخا بهذا التهديد للسلطات المحلية الولائية والوطنية، في محاولة لاقتلاع جذور الاتحاد العام للعمال الجزائريين نهائيا من الحجار، الذي كان وراء ”ثراء العديد من الشخصيات النقابية وغير النقابية بعضها تورط في فضائح فساد انتهت بالسجن و البعض الآخر برأته العدالة”، وقد كانت قضية رجل الأعمال حسان فلاح من أكثر القضايا ضجة بعدما جرت مديرين وعمال للوقوف أمام قاضي جنايات مجلس قضاء عنابة سنة 2010، ما سمح بكشف تجاوزات خطيرة في حق المال العام ولازالت تهديدات عدد من النقابيين بكشف المزيد عنها قائمة في كل مرة يكون فيها اصطدام للمصالح، في هذا المركب الذي عاد مديره العام الفرنسي السابق فانسون لوغويك لإدارته مجددا بعدما استقر في المغرب منذ أزيد من سنة كاملة.